للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غيرَ شهيدِ (١) معركةٍ، ومقتولٍ ظُلمًا.

الخامسُ مِنْ المُوجِباتِ: ما أشارَ إليه بقولِه: (وَحَيْضٌ) أي: خروجُ دَمِ حَيضٍ؛ لقولِه لفاطمةَ بنتِ أَبي حُبَيْشٍ: «وإذا ذهَبَتْ فَاغْتَسِلي وصَلِّي» متَّفق عليه (٢).

السَّادسُ مِنْ المُوجِباتِ: ما أشارَ إليه بقولِه: (وَنِفَاسٌ) أي: خروجُ دَمِ نفاسٍ، ف (لَا) يُوجِب الغُسلَ (وِلَادَةٌ عَارِيَةٌ (٣)) أي: خاليةٌ (عَنْ دَمٍ)، ولا يَحرُم بها وطءٌ، ولا يَفسُد صومٌ، ولا بإلقاءِ عَلَقةٍ أو مُضْغةٍ؛ لأنَّه لا نصَّ فيه، ولا هو في معنى المنصوصِ عليه.

والولدُ طاهرٌ، ومع الدَّمِ يَجب غَسلُه.

(وَمَنْ لَزِمَهُ (٤) غُسْلٌ (٥)) بأحدِ الأسبابِ المتقدِّمةِ؛ (حَرُمَ عَلَيْهِ قِرَاءَةُ آيَةٍ) كاملةٍ (فَأَكْثَرَ)؛ لحديثِ عليٍّ: «كان النبيُّ لا يَحجُبه وربَّما قال: لا يَحجُزه عن القرآن شيءٌ، ليس الجنابةَ» رَواه ابنُ خُزَيمةَ والحاكمُ والدَّارقُطنيُّ، وصَحَّحاه (٦).


(١) كتب على هامش (س): قوله: (غير شهيد): بنصب (غير) على الحال. انتهى تقرير المؤلف.
(٢) أخرجه البخاري (٣٢٠)، ومسلم (٣٣٤).
(٣) كتب على هامش (ب): قوله: (عارية) مقتضى اللُّغة: عارية، بتخفيف الياء مع الفتح، أو عاريَّة بالتَّشديد مع الفتح أيضًا، كما عبر به غيره، فإنَّ أهل اللُّغة قد فرَّقوا بين عري يعرى، وعرا يعرو، فالأوَّل بمعنى خلا وتجرَّد، ومنه: عري الرَّجل من ثيابه، وعرا يعرو بمعنى: أتى ونزل، ومنه عروت الرجل إذا ألممت به، وما هنا من الأوَّل لا الثَّاني، فتدبَّر. م خ.
(٤) في (ب): لزم.
(٥) كتب على هامش (ع): قوله: (ومن لزمه الغسل) شمل الجنب ومن انقطع أسباب حيضها ونفاسها ومن أسلم. ن ع.
(٦) كتب على هامش (ب): واختار الشَّيخ تقي الدِّين: أنَّه يباح للحائض أن تقرأ إذا خافت نسيانه، بل يجب؛ لأنَّ ما لا يتمُّ الواجب إلَّا به واجب. اه. ش ق.
والحديث أخرجه أحمد (٦٢٧)، وأبو داود (٢٢٩)، والنسائي (٢٦٥)، وابن خزيمة (٢٠٨)، وفي سنده عبد الله بن سلمة المرادي، ذكر البخاري أنه لا يتابع على حديثه، وضعَّف الحديث أحمد، وصححه ابن السكن والإشبيلي، وحسنه ابن حجر. ينظر: الفتح ١/ ٤٠٨، الإرواء ٢/ ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>