للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استُحِيضَت، فسألَتِ النبيَّ عن ذلك، فأَمرَها أن تَغتسل عندَ كلِّ صلاةٍ» متَّفق عليه (١).

(وَأَكْثَرُ) مدَّةِ (النِّفَاسِ)، وهو دَمٌ تُرخِيه الرَّحِمُ مع وِلادةٍ، وقَبلَها بيَومَين أو ثلاثةٍ، مع أَمارةٍ على الولادةِ؛ كتألُّمٍ، وهو بقيَّةُ الدَّمِ المُحتبِسِ في مدَّةِ الحَملِ لأجلِه (٢)، وهو بِكسْرِ النُّونِ في الأصلِ، مصدرُ (٣) نفِستِ المرأةُ، بضمِّ النُّونِ وفتحِها مع كسرِ الفاءِ فيهما، وسمِّيت الولادةُ نفاسًا مِنَ التَّنفُّسِ، وهو التَّشقُّقُ والانصداعُ، يقال: تنفَّستِ القوسُ إذا تشقَّقت، ثمَّ سمِّي الدَّمُ الخارجُ نفسه نفاسًا؛ لكونه خارجًا بسبب الولادة، تسميةً للمسبَّب باسم السَّبب. قاله في «المطلع» (٤).

(أَرْبَعُونَ يَومًا) مِنْ ابتِداءِ خروجِ بعضِ الولدِ، (وَلَا حَدَّ لِأَقَلِّهِ) أي: النِّفاسِ؛ لأنَّه لم يَرِد تَحديدُه، فرُجِع فيه إلى الوجودِ.

ويَثبت حُكمُ النِّفاسِ بوضعِ ما يَتبيَّنُ (٥) فيه خَلقُ إنسانٍ (٦).


(١) أخرجه البخاري (٣٢٧)، ومسلم (٣٣٤).
(٢) كتب فوقها في (ب): أي الحمل.
(٣) قوله: (مصدر) سقط من (ب) و (د).
(٤) ينظر: المطلع ص ٥٨.
قوله: (وهو بكسر النُّون في الأصل، مصدر نفست المرأة) إلى هنا هو في (أ): (وأصله لغةً: من التنفُّس، وهو الخروج من الجوف، أو من: نفَّس الله كُربته أي: فرَّجها). وعبارة (أ) ضرب عليها في (س) وصححت كما في الأصل.
(٥) في (س): تبيَّن.
(٦) كتب على هامش (ب) و (ع): ولو خفيفًا؛ لأنَّه ولادة، لا علقة أو مضغة لا تخطيط فيها، وأقلّ ما يتبيَّن فيه خلق: أحد وثمانون يومًا، ويأتي، وغالبه كما قال المجد وابن تميم وابن حمدان وغيرهم: ثلاثة أشهر. ا هـ «شرح منتهى». زاد في (ع): وأما زمن نفخ الروح فأقله مائة وعشرون يومًا كما هو مشهور.

<<  <  ج: ص:  >  >>