للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: بعدَ (١) الظِّلِّ الذي زالَتْ عليه الشمسُ، فإنَّ الشمسَ إذا طلَعَت رُفِع لكلِّ شاخصٍ ظلٌّ طويلٌ مِنْ جانبِ المغربِ، ثمَّ ما دامَتْ الشمسُ تَرتفع فالظِّلُّ يَنقص؛ فإذا انتَهَت الشمسُ إلى وسَطِ السماءِ وهي حالةُ الاستواءِ انتَهى نُقصانه، فإذا زادَ الظِّلُّ أَدنى زيادةٍ؛ دلَّ على الزَّوالِ (٢).

قال ابنُ قُتيبةَ (٣): الظِّلُّ يَكون غُدوةً وعَشيَّةً، والفَيءُ لا يَكون إلّا بعدَ الزَّوالِ؛ لأنَّه فاءَ، أي: رجَع مِنْ جانبٍ إلى جانبٍ. انتهى (٤).

ويَختلف ظلُّ الزَّوالِ، أي: الموجودُ لكلِّ شاخصٍ وقتَ الزَّوالِ (٥) بشَهرٍ وبَلدٍ (٦).


(١) في (د): هذا.
(٢) كتب على هامش (ح): فالزوال: ابتداء الظل بعد تناهي قصره، لكنه لا يقصر في بعض بلاد خراسان؛ لسير الشمس ناحية عنها، أو حدوثه إن فقد كصنعاء اليمن في سابع عشر حزيران، فإنه ينقرض فيه الظل، فيصير الزوال بميل الفيء وسقوط الظل.
قال المصنف في حاشية «الإقناع»: ذكر بعضهم عمن أخبره أن في بلغار في أقصى بلاد الترك إذا غربت الشمس عندهم من ههنا يطلع الفجر، ثم بعد قليل تطلع الشمس، سئل أبو حامد: كيف يصلون؟ فقال: يعتبر صومهم وصلاتهم بأقرب البلاد إليهم، وقال ابن العماد: والأحسن فيه كما قال بعض الشيوخ إنهم يقدرون ذلك، ويعتبرون الليل والنهار كما قال النبي في يوم الدجال: «أنه كسنة وكشهر، اقدروا له»، حين سأله الصحابة عن الصوم والصلاة فيه، وبه يحصل الجواب عن تردد القرافي في قوم لا تغيب الشمس عندهم إلا مقدار الصلاة، فهل يشتغلون بصلاة المغرب أو بالأكل حتى يقووا على صوم الغد إذا كان رمضان. اه. خطه.
(٣) هو: أبو محمد، عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، النحوي اللغوي، سكن بغداد وحدث بها عن إسحاق بن راهويه، من مصنفاته: المعارف، أدب الكاتب، غريب الحديث، كان فاضلًا ثقة، مات سنة ٢٧٦ هـ. ينظر: وفيات الأعيان ٣/ ٤٢.
(٤) ينظر: غريب الحديث لابن قتيبة ص ٢٢٨، المطلع ص ٧٤.
(٥) قوله: (وقت الزوال) سقط من (ك).
(٦) كتب على هامش (ح): فأقل ظل تزول عليه الشمس بإقليم الشام والعراق: قدم وثلث في وقت نصف حزيران، وأكثره عشرة أقدام وسدس في نصف كانون الأول، وذلك بظل قامة الإنسان، وطول كل إنسان بقدمه: ستة وثلثان تقريبًا، يعني نحو سبعة أقدام، تقصر ثلثًا، ويكون في بلاد اليمن أقل من ذلك غاية بحيث ينقرض في بعض الأيام وهو انتهاء طولها في سابع عشر حزيران، وفي نواحي الشمال وخراسان أكثر من ذلك، حتى إنه لا يقصر الظل في بعض بلاد خراسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>