للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَ) يَقول إمامٌ ومنفردٌ (إِذَا قَامَا) أي: انتصَبَا واعتدَلَا مِنْ الركوعِ: («رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاءِ وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ» (١)) أي: حمدًا لو كان أجسامًا لمَلَأ ذلك.

وله قولُ (٢): «اللَّهمَّ ربَّنا ولكَ الحمدُ»، وبلا واوٍ أفضلُ، عكسُ «ربَّنا لكَ الحمدُ»، فبالواو أفضلُ (٣)، فالصِّيَغُ أربعٌ.

(وَ) يَقول (مَأْمُومٌ فِي) حالِ (رَفْعِهِ) مِنْ الركوع: («رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ» فَقَطْ) أي: لا يَزيد على ذلك؛ لقولِه : «إذا قالَ الإمامُ: سَمِع اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، فقولوا: رَبَّنا ولكَ الحمدُ» متَّفق عليه مِنْ حديثِ أَبي هريرةَ (٤).

وإذا رفَع المصلِّي مِنْ الركوع؛ فإن شاء وضَع يَمينَه على شِمالِه أو أَرسلَهما.

(ثُمَّ) إذا فرَغ مِنْ ذِكر الاعتدالِ حيثُ سُنَّ (٥)؛ (يَخِرُّ) حالَ كَونِه (مُكَبِّرًا)،


(١) كتب على هامش (ب): قوله: (بعدُ) أي: بعدَ السَّماء والأرض؛ كالكرسي وغيره ممَّا لا يعلم سعته إلّا الله، وإثبات واو (لك الحمد) أفضل نصًّا؛ للاتِّفاق عليه من رواية ابن عمر وأنس وأبي هريرة، ولأنَّه أكثر حروفًا، ويتضمَّن الحمد مقدَّرًا ومُظهَرًا، أي: ربَّنا حمدناك ولك الحمد، إذ الواو للعطف، ولا معطوف عليه في اللَّفظ فيقدَّر، و (ملء) يجوز نصبه على الحال، ورفعه على الصِّفة، والمعروف في الأخبار: «السَّماوات»، لكن قاله الإمام وأكثر الأصحاب بالإفراد، وإن عطس في رفعه فحمد الله لهما؛ لم يجزئه نصًّا، وصحَّح الموفق الإجزاء؛ كما لو قاله ذاهلًا، وإن نوى أحدهما؛ تعين، ولم يجزئه عن الآخر، وكذا لو عطس عند ابتداء قراءة الفاتحة. انتهى «شرح منتهى» ملخَّصًا.
(٢) كتب على هامش (س): قوله: (وله قول … ) إلخ، أي: للمصلي مطلقًا، سواء كان إمامًا أو مأمومًا أو منفردًا. انتهى تقرير المؤلف.
(٣) قوله: (فبالواو أفضل) سقط من (أ) و (س).
(٤) أخرجه البخاري (٧٣٤)، ومسلم (٤١٤).
(٥) كتب على هامش (س): قوله: (حيث سنَّ) أي: الذكر، وذلك للإمام ولمنفرد. انتهى تقرير المؤلف.
وكتب على هامش (ب): قوله: (حيث سنَّ) أي: ذكر الاعتدال، بأن كان لإمام أو منفرد، أمَّا المأموم فلا يزيد على الواجب. ا هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>