للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصَّلاةَ، (وَنَحْوَهُ) ممَّا يَمنع كمالَها، كاحتباسِ غائطٍ أو ريحٍ، وكحَرٍّ (١) وبَردٍ، وجوعٍ وعطشٍ مفرطٍ (٢)؛ لأنَّه يَمنع (٣) الخشوعَ، سواءٌ خاف فوتَ الجماعةِ أو لا.

(أَوْ بِحَضْرَةِ (٤) طَعَامٍ يَشْتَهِيهِ)، فتُكره صلاتُه؛ لِما تَقدَّم (٥)، ولو خاف فوتَ الجماعةِ، ما لم يَضِق الوقتُ (٦) عن فعلِ جميعِها، فتَجِب في جميعِ الأحوالِ، ويَحرُم اشتغالُه بغيرِها.

وكُرِه أن يَخُصَّ جبهتَه بما يَسجد عليه؛ لأنَّه مِنْ شعارِ الرافضةِ، ومسحُ أثرِ سجودِه فيها (٧)، ومسُّ (٨) لِحيَتِه، وعَقْصُ شَعرِه (٩)، وكَفُّ ثوبِه ونحوِه، ولو فَعلهما (١٠) لعملٍ قبلَ الصَّلاةِ.

ونهَى الإمامُ رَجلًا كان إذا سجَد جمَع ثوبَه بيدِه اليُسرى (١١). ونقَل ابنُ القاسمِ (١٢): يُكرَه أن يُشمِّر ثيابَه؛ لقولِه : «ترِّبْ ترِّبْ» (١٣).


(١) في (أ) و (س): وحرٍّ.
(٢) كتب على هامش (س): قوله: (مفرط) راجع لقوله: (أو ريح) وما بعده. انتهى تقرير المؤلِّف. [كذا في المخطوط، ولعل الصواب رجوعه لقوله: وكحرٍّ].
(٣) في (أ) و (س): يمنعه.
(٤) في (س): بحضرته.
(٥) كتب على هامش (س): قوله: (لما تقدَّم) الظَّاهر أنَّه لأنَّه يمنعه الخشوع، وقال المؤلِّف: هو ممَّا يمنع كمالها، ولا تفاوت في المعنى. انتهى.
(٦) كتب على هامش (ب): قوله: (ما لم يضق الوقت) أي: ولو المختار. ا هـ. ع ن.
(٧) كتب فوقها في (ب): أي: في الصلاة.
(٨) في (أ): ومسح.
(٩) كتب على هامش (ب): قوله: (وعقص شعره) أي: إدخال أطرافه في أصوله. ع ن.
(١٠) كتب على هامش (ب): قوله: (ولو فعلهما)، أي: عقص الشعر وكف الثوب. ا هـ. ع ن.
(١١) ينظر: الأمر بالمعروف للخلال ص ٢٥.
(١٢) لعله أحمد بن القاسم، صاحب أبي عبيدٍ القاسم بن سلام، حدّث عن أبي عبيد وعن إمامنا بمسائل كثيرة، وقد يكون هو أحمد بن القاسم الطوسي، فقد حكى هو الآخر عن أحمد أشياء. ينظر: طبقات الحنابلة ١/ ٥٥.
(١٣) لم نجده بهذا اللفظ، وقد أخرجه أحمد (٢٦٥٧٢)، والترمذي (٣٨١)، عن أم سلمة قالت:
رأى النبي غلامًا لنا يقال له: أفلح، إذا سجد نفخ، فقال: «يا أفلح، ترِّب وجهك»، صححه ابن حبان والحاكم، إلا أن أحد رواته مجهول، وقد ضعف الحديث البيهقي والإشبيلي وابن القطان والألباني. ينظر: سنن البيهقي ٢/ ٣٥٨، بيان الوهم والإيهام ٣/ ٢٥٥، الضعيفة ١١/ ٨٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>