للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ركعاتٍ سُبحةَ الضُّحى» رَواه الجماعةُ (١)، والسُّبحةُ بضمِّ السِّينِ المهمَلةِ: الصَّلاةُ.

ووقتُها: مِنْ خروجِ وقتِ النَّهيِ إلى قُبيلَ الزَّوالِ، وأفضلُه: إذا اشتدَّ الحرُّ.

(وَ) تُسنُّ (صَلَاةُ الاسْتِخَارَةِ) ولو في خيرٍ، ويُبادِر به بعدَها؛ لحديثِ جابرٍ: كان رسولُ الله يُعلِّمنا الاستخارةَ في الأمور كلِّها كمَا يُعلِّمنا السُّورةَ مِنْ القرآنِ، يَقول: «إذا هَمَّ أَحدُكم بالأمر؛ فَلْيَركعْ رَكعتَين مِنْ غيرِ الفريضةِ، ثمَّ ليَقُلْ: اللَّهمَّ إنِّي أَستخيرُكَ بعِلمِكَ، وأَستَقدِرُكَ بقُدرتِكَ، وأسألكَ مِنْ فضلِكَ العظيمِ؛ فإنَّك تَقدِرُ ولا أقدرُ، وتَعلَمُ ولا أعلمُ، وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ، اللَّهمَّ إن كنتَ تَعلم أنَّ هذا الأمرَ خيرٌ لي في دِيني ومَعاشي، وعاقبةِ أَمري أو قال: في عاجلِ أَمري وآجلِه فيَسِّرْه لي، ثمَّ بارِكْ لي فيه، وإن كنتَ تَعلمُ أنَّ هذا الأمرَ شرٌّ لي في دِيني ومَعاشي، وعاقبةِ أَمري أو قال: عاجلِ أَمري وآجلِه فاصْرِفْهُ عنِّي، واصْرِفْني عنه، واقْدُرْ (٢) ليَ الخيرَ حيثُ كان ثُمَّ رَضِّنِي به، ويُسمِّي حاجتَه» أَخرجه البخاريُّ والترمذيُّ (٣).

قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في شرحِ البخاري: قولُه: «وأَستَقدِرُكَ بقُدرتِكَ» الباءُ للاستعانةِ أو القَسَمِ الاسْتِعطافي، ومعناه: أطلبُ منك أن تَجعلَ لي قدرةً على المطلوب، وقولُه: «واقْدُرْ ليَ الخيرَ»؛ بضمِّ الدال ويجوز كسرها، أي: نجِّزه لي، وقوله: «رَضِّني»؛ بتشديد المعجمة، أي: اجعلني بذلك راضيًا فلا أندمُ على طَلبه ولا على وُقوعِه؛ لأنِّي لا أعلم عاقبتَه، وإن كنتُ حالَ طلبه راضيًا به، قال:


(١) أخرجه أحمد (٢٦٨٩٦)، والبخاري (٣١٧١)، ومسلم (٣٣٦)، وأبو داود (١٢٩٠)، والترمذي (٤٧٤)، والنسائي (٢٢٥)، وابن ماجه (١٣٢٣).
(٢) في (أ): وقدر.
(٣) زاد في (أ) و (س) (وفيه: «ثمَّ رَضِّني به»).
والحديث أخرجه البخاري (٢/ ٥٧) (٦٣٨٢، ٧٣٩٠). والترمذي (٤٨٠)، ولفظ الترمذي: «ثمَّ أرضني به»، وقد رواه البخاري بالوجهين.

<<  <  ج: ص:  >  >>