للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن بلَّ المطرُ النَّعلَ فقط، أو البَدنَ، أو لم (١) تُوجَد معه مشقَّةٌ؛ فلا (٢).

(وَ) يَجوز الجمعُ بينَ العِشاءَين: (لِوَحلٍ)، بسكونِ (٣) الحاءِ المهمَلةِ، وتُحرَّك (٤): الطِّينُ الرَّقيقُ، وتقدم (٥)، (وَرِيحٍ شَدِيدَةٍ بَارِدَةٍ) ظاهرةٍ، وإن لم تَكُنْ اللَّيلةُ مظلمةً؛ لأمرِ ابنِ عمرَ مُناديَه في ليلةٍ باردةٍ فنادَى: «الصَّلاةُ في الرِّحال» (٦)، والوحلُ أعظمُ مشقَّةً مِنْ البَردِ.

وله الجمعُ لِما ذُكِر (وَلَوْ صَلَّى بِبَيْتِهِ)، أو بمسجدٍ طريقُه تحتَ ساباطٍ ونحوِه (٧)؛ لأنَّ المعتبَرَ وجودُ المشقَّةِ في الجملةِ، لا لكلِّ فردٍ مِنْ المصلِّين؛ لأنَّ الرُّخصةَ العامَّةَ يَستوي فيها حالُ وجودِ المشقَّةِ وعدمِها؛ كالسَّفر.

(وَالأَفْضَلُ) لمَن يَجمع؛ (فِعْلُ الأَرْفَقِ بِهِ) أي: الأسهلِ عليه، (مِنْ تَأْخِيرٍ) للظُّهرِ (٨) إلى وقتِ العصرِ، أو المغربِ إلى العشاء، (وَ) مِنْ (تَقْدِيمٍ) للعصرِ (٩) وقتَ الظُّهرِ، أو العشاءِ وقتَ المغربِ؛ لحديثِ معاذٍ السَّابقِ.


(١) قوله: (أو لم) هو في (ك) و (ع): ولم.
(٢) زيد في (ك): جمع.
(٣) في (أ) و (س): بفتحِ.
(٤) قوله: (وتحرك) سقطت من (أ) و (س).
(٥) قوله: (وتقدم) سقط من (أ) و (ب).
وكتب على هامش (ع): قوله: (بسكون الحاء … ) إلخ، [ففيه] أن الأفصح السكون، والذي نقله غيره عكسه، وأن الأفصح التحريك، والتسكين لغة ردية، والذي مشى عليه المصنف هو ما في القاموس، وظاهره يخالف ما في المصباح [كذا في النسخة، وصوابه: الصحاح] من أن السكون لغة ردية، والله تعالى أعلم. [العلامة السفاريني].
(٦) أخرجه البخاري (٦٣٢)، ومسلم (٦٩٧).
(٧) في (ك): ونحوه كمجاور بمسجد.
(٨) في (أ) و (س): الظهر.
(٩) في (أ) و (س): العصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>