للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و «الاسمُ» مشتقُّ مِنْ السُّموِّ، وهو العُلوُّ (١).

و «الله» عَلمٌ لِلذَّات الواجبِ الوجودِ لِذاتِه، المستحقِّ لجميعِ الكَمالاتِ، وهو عربيٌّ مشتقٌّ عند سِيبَوَيه (٢)، واشتقاقُه (٣) مِنْ «أَلِهَ»، كعَلِمَ: إذا تحيَّر؛ لتحيُّرِ (٤) الخلقِ في كُنْهِ ذاتِه تَعالى وتَقدَّس.

وهو الاسمُ الأعظمُ عند أكثرِ أهلِ العلمِ، وعدمُ الاستجابةِ لأكثرِ الناسِ مع الدعاءِ به؛ لعَدمِ بعضِ شروطِه الَّتي مِنْ أهمِّها: الإخلاص، وأكل الحلالِ.

و «الرَّحْمَن»: صفةٌ في الأصل، بمعنَى كثيرِ الرَّحمةِ (٥) جدًّا، ثم غلَب على البالغِ في الرَّحمة غايتَها؛ وهو اللهُ تَعالى.

و «الرَّحِيم»: ذو الرَّحمةِ الكثيرةِ؛ فالرَّحمنُ أبلغُ منه، وأُتِيَ به؛ إشارةً إلى أنَّ ما دلَّ عليه مِنْ دَقائقِ الرَّحمةِ وإنْ ذُكر بعدَ ما دلَّ على جَلائِلِها الذي هو المقصودُ الأعظمُ مقصودٌ أيضًا؛ لِئلَّا يُتوهَّم أنَّه غيرُ ملتَفتٍ إليه، وكلاهما مشتقٌّ مِنْ «رَحِم» بجَعلِه لازمًا بنَقلِه إلى بابِ «فعُل» (٦) بضمِّ العينِ، أو بتَنزيلِه منزلةَ اللَّازمِ؛ إذ هُما صِفَتان مشبَّهتان (٧)، وهي لا تُشتقُّ مِنْ متعدٍّ.


(١) كتب على هامش (ح): وقيل مشتق من الوسم، وهو العلامة.
(٢) ينظر: الكتاب لسيبويه ٢/ ١٩٥، اشتقاق أسماء الله للزجاجي ص ٢٧.
وسيبويه: هو عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، أبو بشر، إمام النحاة، ولد في إحدى قرى شيراز، وقدم البصرة، فلزم الخليل بن أحمد، أشهر مصنفاته: الكتاب، وسيبويه اسم فارسي، معناه: رائحة التفاح، توفي سنة ١٨٠ هـ. ينظر: وفيات الأعيان ٣/ ٤٦٣، سير أعلام النبلاء ٨/ ٣٥١.
(٣) قوله: (عند سيبويه واشتقاقه) سقط من (د).
(٤) في (د): تحيز لتحيز.
(٥) كتب على هامش (ع): أي: حقيقة.
(٦) في (ب): قفُل.
(٧) في (د): مشتبهتان.

<<  <  ج: ص:  >  >>