للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذاهبُ البركةِ، رَواه الخطيبُ بهذا اللفظِ في كتابه «الجامع» (١).

(الحَمْدُ لِلَّهِ) أي: الوصفُ بالجميلِ الاختياريِّ على قَصدِ التَّعظيمِ ثابتٌ، ومملوكٌ، ومستحَقٌّ لله تَعالى، وهذا هو الحمدُ لغةً (٢).

وأمَّا (٣) عُرفًا (٤): فهو فعلٌ يُنْبِئُ عن تعظيم المنعِمِ مِنْ حيثُ إنَّه منعمٌ على الحامد أو غيرِه.

والشُّكرُ لغةً: هو الحَمدُ العُرفيُّ.

وعُرفًا (٥): صرفُ العبدِ جميعَ ما أنعمَ اللهُ عليه به إلى ما خُلِق لأجلِه (٦).


(١) أخرجه الخطيب البغدادي في الجامع لآداب الراوي (١٢١٠)، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: «أقطع»، بدل «أبتر»، وفيه أحمد بن محمد بن عمران، قال فيه الخطيب: (وكان يُضَعَّف في روايته)، وقال الألباني: (ضعيف جدًّا آفته ابن عمران هذا). ينظر: تاريخ بغداد ٦/ ٢٤٤، الإرواء ١/ ٢٩.
(٢) كتب على هامش (ح): وبين الحمد والشكر اللغويين عموم وخصوص وجهي، فعموم الحمد: أنه لمبدأ النعمة وغيرها، وخصوصه أنه لا يكون إلا باللسان، وعموم الشكر أنه يكون بغير اللسان، وخصوصه أنه لا يكون إلا لمبدأ النعمة، قال الشاعر:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة … يدي ولساني والضمير المحجبا
وقيل: هما سواء، انتهى من شرح كافي المبتدي لأحمد بن عبد الله الشهير بالخطيب البعلي الحنبلي وتصنيفه سنة ١١٣٧ هـ.
(٣) قوله: (وهذا هو الحمد لغة وأما) سقط من (س)، ومكانه: والحمد.
(٤) كتب على هامش (ب): قوله: (وأمَّا عرفًا) قيل: العرف والاصطلاح متساويان، وقيل: الاصطلاح هو العرف الخاص، وهو ما يعين ناقله، والعرف إذا أطلق فالمراد به العام، وهو ما لم يتعيَّن ناقله، وعلى كلٍّ؛ فالمراد من العرف والاصطلاح: اللَّفظ المستعمل في معنى غير لغوي، ولم يكن ذلك مستفادًا من كلام الشَّارع، بأن أُخذ من القرآن أو السنَّة، وقد يطلق الشرعيُّ مجازًا على ما كان في كلام الفقهاء، وليس مستفادًا من الشَّارع. انتهى.
(٥) في (س): والحمد عرفًا.
(٦) كتب على هامش (ح): قال تعالى: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>