للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و «أَلْ» في «الحمد» للجنس أو الاستغراقِ أو العهدِ.

واللامُ في «لله» للمِلك أو الاستحقاقِ (١).

وأَردَف البسملةَ بالحمدلةِ؛ اقتداءً بأسلوبِ الكتابِ، وعمَلًا بما صحَّ مِنْ قولِه : «كلُّ أمرٍ ذي بالٍ أي: صاحبِ (٢) بالٍ (٣) يُهتمُّ به شرعًا (٤) لا يُبدأُ فيه بالحمد للهِ (٥) فهو أَجذَمُ»، وفي روايةٍ: «أَقطعُ»، وفي أخرى: «أَبترُ»، أي: قليلُ البركةِ، وفي روايةٍ: «لا يُبدأُ فيه (٦) بذِكرِ اللهِ» (٧)، وبها تبيَّن أنَّ المرادَ: البُداءةُ بأيِّ ذِكرٍ كان، على أنَّه يُمكن حَملُ الابتداءِ في البسملة على الحقيقيِّ، وهو كونُ الشَّيءِ قبلَ كلِّ شيءٍ، وفي الحمدلة على الإضافيِّ، أي: بالنسبة لِما بعدَها، ولم يُعكس؛ لأنَّ ما تقدَّم هو الموافقُ للكتاب والإجماعِ.


(١) كتب على هامش (ع): قوله: (واللام في لله للملك أو الاستحقاق) نعم إذا كانت بين ذات ومعنى تكون للاستحقاق، وإذا كانت بين ذاتين تكون للملك، مثاله: المال للخليفة، وقد تكون للاختصاص مثاله: [اللجام] للفرس. تقرير. ن ح إبراهيم.
(٢) قوله: (صاحب) سقط من (س).
(٣) في (أ) و (س) و (ك) و (ع) و (د): حال.
(٤) قوله: (شرعًا) سقط من (س).
وكتب على هامش (ب): خرج المكروه والمحرم، فإن البسملة عليهما مكروهة.
(٥) كتب على هامش (ب): قوله: (بالحمدُ لله) بالرَّفع، فإنَّ التَّعارض لا يحصل إلا بشروط خمسة: رفع الحمد؛ لأنَّه لو قرئ بالحركات بمعنى رواية: (لا يبدأ فيه بحمد الله)، ولا تعارض عليها؛ لأن معناها: بالثَّناء على الله، وتساوي الرِّوايتين، وكون رواية البسملة بباءين، وكون الباء صلة ل (يبدأ)، كما هو المتبادر؛ لأنها لو كانت للاستعانة متعلِّقة بحال محذوفة لم يحصل التَّعارض؛ لأنَّ الاستعانة (ببسم) لا تنافي الاستعانة بآخر، وأن يراد بالابتداء فيهما واحد، وهو الابتداء الحقيقي، والمراد الحمد العرفي، فيحصل بالقلب. ا هـ.
(٦) قوله: (لا يبدأ فيه) سقط من (س).
(٧) أخرجه أبو داود (٤٨٤٠)، وابن ماجه (١٨٩٤)، وابن حبان (١)، من حديث أبي هريرة ، أعله النسائي والدارقطني بالإرسال، وصححه ابن حبان وأبو عوانة، وحسنه النووي وابن الملقن، ينظر: العلل للدارقطني (٨/ ٣٠)، البدر المنير (٧/ ٥٢٨)، الإرواء (١/ ٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>