للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(رَبِّ العَالَمِينَ) أي: خالقِ جميعِ الخَلقِ، ومالِكِهم ومُربِّيهِم، والربُّ في الأصل مصدرٌ بمعنى التربيةِ والمِلكِ. وقد يُراد بالعالَمين: جميعُ الخلقِ، كما في مَقام الحمدِ، وقد يُراد بهم (١): الإنسُ والجنُّ؛ كما في قوله تَعالى: ﴿لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾.

وهو اسمُ جمعٍ لعالَم بفتح اللَّام لا جمعٌ له؛ لكَونِه يكون (٢) أخصَّ منه، والعالَمُ (٣): يعمُّ كلَّ موجودٍ سِوَى اللهِ تَعالى (٤)، واختارَه ابنُ مالكٍ (٥).

(والصَّلَاةُ) وهي مِنْ اللهِ: رحمةٌ، ومِن الملائكةِ: استغفارٌ (٦)، ومِن غيرِهم: تضرُّعٌ (٧) ودعاءٌ (٨).


(١) قوله: (جميع الخلق، كما في مقام الحمد، وقد يراد بهم) سقط من (س).
(٢) قوله: (يكون) سقط من (س).
(٣) في (س): إذ العالم.
(٤) زيد في (س): وصفاته.
(٥) أي: اختار أن العالمين اسم جمع، لا جمع. ينظر: شرح التسهيل ١/ ٨١.
وابن مالك: هو محمد بن عبد الله الطائي الجيّاني، أبو عبد الله، جمال الدين، من أئمة العربية، من مصنفاته: الألفية في النحو، وتسهيل الفوائد، وشرحه، وغيرها، مات سنة ٦٧٢ هـ. ينظر: فوات الوفيات ٣/ ٤٠٧.
(٦) كتب على هامش (ب): قوله: (ومن الملائكة استغفارًا) أي: بلفظه أو مرادفه، وليس المراد بالاستغفار بخصوص صيغته؛ لحديث: «إذا صلَّى أحدكم؛ لم تزل الملائكة تصلِّي عليه، تقول: اللَّهمَّ صلِّ عليه، اللَّهمَّ ارحمه»، وقال بعضهم: ينظر ما معنى استغفارهم له الذي الكلام فيه، مع أنَّ الاستغفار طلب المغفرة، وهو معصوم، فإن قلنا: المراد الاستغفار بالمعنى اللُّغوي الذي هو طلب الستر، وقصد الحيلولة بينه وبين الذنب؛ فيرجع إلى العصمة؛ قلت: بعد تسليمه إنَّما يظهر في استغفارهم له في حياته، أمَّا بعد وفاته فلا وإن كان حيًّا؛ لأنَّه ليس في دار تكليف، فإن قلت: المراد من استغفارهم مطلق الدُّعاء والتضرُّع؛ قلت: فما حكمة المغايرة في التَّعبير بين دعائهم ودعاء المؤمنين، انتهى؛ أجيب عن الإشكال: بأنه من باب: حسناتُ الأبرار سيِّئاتُ المقرَّبين. ا هـ.
(٧) كتب على هامش (ب): هو سؤال مع خضوع وذلة، والدعاء أعم منه.
(٨) كتب على هامش (ح): وقيل: صلاة الله عليه ثناؤه عليه، وإرادة إكرامه برفع ذكره ومنزلته وتقريبه، وأن صلاتنا نحن عليه: سؤالنا الله تعالى أنه يفعل ذلك به، اختاره ابن القيم . هـ ش كافي المبتدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>