للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثمانيةً وعشرين يومًا، ثمَّ رأَوه؛ قضَوا يومًا فقط (١).

(وَإِنْ صَامُوا بِرُؤْيَةِ وَاحِدٍ) ثلاثين يومًا، ولم يُرَ الهلالُ؛ لم يُفطروا؛ لقولِه : «وإنْ شَهِد اثنانِ فصُومُوا وأَفطِروا» (٢).

(أَوْ) صاموا (لِغَيْمٍ (٣)) ونحوِه (ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَلَمْ يُرَ الهِلَالُ؛ لَمْ يُفْطِرُوا)؛ لأنَّ الصَّومَ إنَّما كان احتياطًا، والأصلُ بقاءُ رمضانَ.

وعُلِم منه: أنَّهم لو صاموا بشهادةِ اثنين ثلاثين يومًا ولم يَرَوه؛ أَفطروا، صحوًا كان أو غَيمًا؛ لِما تَقدَّم.

(وَمَنْ رَآهُ) أي: هلالَ رمضانَ (وَحْدَهُ)، فأَخبَر به، (فَرُدَّ) خبرُه لنحوِ فسقٍ؛ لَزِمه الصَّومُ وجميعُ أحكامِ الشَّهرِ مِنْ طلاقٍ وغيرِه معلَّقٍ به؛ لعِلمِه أنَّه مِنْ رمضانَ.

(أَوْ رَأَى هِلَالَ شَوَّالٍ وَحْدَهُ)، ولو عدلًا؛ (صَامَ) ولم يُفطر؛ لقولِه : «الفِطرُ يومَ يُفطِر النَّاسُ، والأضحى يومَ يُضحِّي النَّاسُ» رَواه التِّرمذيُّ، وصحَّحه (٤).


(١) كتب على هامش (د): هذا مبني على قاعدتين، إحداهما: أن الشهر تسع وعشرون يومًا، الثانية: أنا لا نوجب بالشك.
(٢) أخرجه أحمد (١٨٨٩٥)، والنسائي (٢١١٦)، وقال الألباني: (سند صحيح رجاله ثقات كلهم وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ولد في حياة النبي ، وله طريق أخرى عند الدارقطني (٢١٩١)، عن الحارث بن حاطب، قال الدارقطني: (إسناد متصل صحيح). ينظر: الإرواء ٤/ ١٧.
(٣) كتب على هامش (د): قوله: (لغيم) الغيم: السحاب، غَامَتِ السَّمَاءُ، تَغِيمُ غُيُومَةً، وأَغَامَتْ، وأَغْيَمَتْ، وتَغَيَّمَتْ، كُلُّهُ بِمَعْنًى، وأَغْيَمَ القَوْمُ: أَصَابَهُمْ غَيْمٌ. مختار.
(٤) أخرجه الترمذي (٨٠٢)، من حديث عائشة ، قال الترمذي: (حسن غريب صحيح من هذا الوجه)، ووجه الغرابة، أن راويه يحيى بن اليمان صدوق يخطئ كثيرًا، وقد جعله من مسند عائشة، والحديث معروف من مسند أبي هريرة كما أخرجه أبو داود (٢٣٢٤)، وأبو علي الهروي في فوائده (٢٠٠)، ولذا جعل الألباني الرواية الصحيحة هي الرواية عن أبي هريرة، وعَدَّ الرواية عن عائشة وَهمًا. ينظر: التلخيص الحبير ٢/ ٥٥٣، الإرواء ٤/ ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>