للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدُهما: ما يَبقى عليها حقيقةً؛ بأن لم يَطرأْ عليه شيءٌ أصلًا؛ كماءٍ نزَل مِنْ السَّماء، مِنْ مطرٍ، وذَوبِ ثَلجٍ وبرَدٍ، وكماءِ بَحرٍ ونَهرٍ وعَينٍ وبِئرٍ.

وثانِيهِما: ما يَبقى عليها حُكمًا، بأن طَرأَ عليه ما لا يَسلُب طَهُوريَّتَه؛ (كَمُتَغَيِّرٍ بِمُكْثِهِ) أي: بطُولِ إقامتِه في مقرِّه؛ لأنَّه توضَّأ بماءٍ آجِنٍ (١)، أي: متغيِّرٍ، يُقال: أجَن الماءُ، أَجنًا وأُجُونًا، من بابي «ضرب» و «قعد»: تغيَّر، إلَّا أنَّه يُشرب، فهو آجِنٌ بالمدِّ، قالَه في «المصباح» (٢)، ولأنَّه تغيَّر عن غيرِ مخالَطةٍ، أَشبَه المتغيِّرَ بالمُجاوَرة، وحكَاه ابنُ المُنذِر (٣) إجماعَ مَنْ يَحفظُ قولَه (٤) مِنْ أهلِ العلمِ، سِوى ابنِ سِيرِينَ فإنَّه كَرِهه (٥).

(أَوْ) متغيِّرٍ (بِطُحْلُبٍ)، بضمِّ اللام، وفتحُها تخفيفٌ: شيءٌ أخضرُ لَزِجٌ (٦)،


(١) أخرجه البيهقي في الكبرى (١٢٧٢)، عن عروة في قصة أحد، وما أصاب النبي في وجهه، وفيه: فأراد رسول الله أن يشرب منه فوجد له ريحًا، فقال: «هذا ماء آجن»، فمضمض منه. وإسناده ضعيف؛ فيه عبد الله بن لهيعة، وهو منقطع.
(٢) ينظر: المصباح المنير ١/ ٦.
(٣) هو أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، فقيه حافظ، قال الذهبي: صاحب الكتب التي لم يصنف مثلها. منها: المبسوط في الفقه، والأوسط في السنن والإجماع والاختلاف، والإشراف على مذاهب أهل العلم، مات سنة ٣١٩ هـ. ينظر: وفيات الأعيان ٤/ ٢٠٧، سير أعلام النبلاء ١٤/ ٤٩٠.
(٤) كتب على هامش (س): قوله: (إجماع من يحفظ قوله): هو بالنصب على الحال، و (من) نكرة موصوفة. انتهى تقرير مؤلفه.
(٥) ينظر: الإجماع لابن المنذر ص ٣٤.
وابن سيرين: هو أبو بكر، محمد بن سيرين، مولى أنس بن مالك الأنصاري، إمام ثقة، سمع أبا هريرة وابن عمر ، سكن البصرة وولي القضاء فيها. ينظر: التاريخ الكبير ١/ ٩٠، وتهذيب التهذيب ٩/ ١٩٠.
(٦) كتب على هامش (س): قوله: (وفتحها تخفيف): مبتدأ وخبر، وقوله: (شيء أخضر): بيان لطحلب، واللزج: الذي يعلق بما يصيبه. انتهى تقرير مؤلفه.
وكتب على هامش (ب): قوله: (وفتحها): مبتدأ، (تخفيف): خبر، وعلى نية القطع والاستئناف، لا أنَّه معطوف على قوله: (بضمِّ اللَّام)، كما لا يخفى، فتأمَّل. ا هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>