للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد رأيتُ بخطِّ شيخِ شيخِنا الشيخِ عبدِ الرَّحمنِ البهوتيِّ (١) شيخِ المصنِّفِ أيضًا ما معناه: أنَّه لو صبَّ مِنْ الإبريق على محلِّ الاستنجاءِ؛ لم يَتنجَّس (٢) ما في الإبريق. انتهى، وهو ممَّا لا يشكُّ في تطهيره (٣) مَنْ له أدنَى اشتغالٍ بالفقهِ، فتأمَّل، واللهُ أعلمُ.

ثمَّ أشارَ إلى كيفيَّةِ تطهيرِ هذا الماءِ المتنجِّسِ، فقال (٤): (وَيَطْهُرُ) الماءُ النَّجسُ، قليلًا كان أو كثيرًا، أي: يَصير طَهورًا (بِإِضَافَةِ) طَهورٍ (كَثِيرٍ (٥)) أي: قُلَّتَين فصاعدًا، إِلَيْهِ (٦)، مَعَ زَوَالِ تَغَيُّرِهِ إِنْ كَانَ متغيِّرًا (٧)؛ لأنَّ الكثيرَ يَدفع النَّجاسةَ عن نفسه وعمَّا اتَّصل به، ولا ينجس إلَّا بالتغيُّر، وتَكون الإضافةُ إمَّا بصبٍّ بحسَبِ الإمكانِ عُرفًا ولو لم (٨) يتَّصل الصَّبُّ (٩)، أو بإجراءِ ساقيةٍ إليه، أو بنَبعٍ فيه.

وعُلم منه: أنَّه لا يَطهر بإضافةِ غيرِ الماءِ مِنْ ترابٍ ونحوِه، ولا بإضافةِ


(١) هو: عبد الرحمن بن يوسف بن علي البهوتي، من مشايخه: والده وجده والفتوحي الحنبلي صاحب منتهى الإرادات، كان حيًّا سنة ١٠٤٠ هـ، له حاشية على تفسير البيضاوي، ذكره تلميذه عبد الباقي في ثبته، وقال: ومن جملة مشايخي الشيخ عبد الرحمن البهوتي الحنبلي، وعاش نحوًا من مائة سنة وثلاثين سنة. ينظر: خلاصة الأثر ٢/ ٤٠٥، معجم المؤلفين ٥/ ٢٠٠.
(٢) في (أ) و (س) و (ع): لم ينجس.
(٣) في (أ): فيه.
(٤) قوله: (وههنا مسألة يغلط … ) إلى هنا سقط من (س).
(٥) كتب على هامش (ب): قوله: (كثير) ويتَّجه صحَّة عدم اشتراط ماء كثير في إضافة، جزم به في «المستوعب»، وعلَّله بأنَّه لو زال بطول المكث طهر، فأولى أن يطهر بمخالطة لماء دون القلَّتين، قاله في «النكت»، فخالف في هذه الصورة أكثر الأصحاب. ا هـ.
(٦) قوله: (أي: قلتين فصاعدًا، إليه) سقط من (س).
(٧) كتب على هامش (ع): قوله: (متغيرًا) أي: لو انفصل بعد طهارة المحل وكان متغيرًا، وأما لو انفصل عن محل طهر أو لم يطهر وكان كثيرًا غير متغير فطهور. [العلامة السفاريني].
(٨) قوله: (ولو لم) هو في (أ): ولم.
(٩) قوله: (الصب) سقط من (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>