للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وظاهره أنهم كانوا في غزاة أو سفر (وقد قضى حاجته) فيه أن المستحب لمن أراد قضاء الحاجة أن يستتر عن العيون بعطفة (١) جبل ونحوها، وكان أحب ما استتر به النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لحاجته هدف أو حائش نخل. رواه ابن ماجه (٢)، وروي عنه أنه خرج ومعه درقة فاستتر بها وبال (٣).

(وبين أيدينا تمر) نأكل منه (على ترس أو حجفة) شك من الراوي، فالترس اسم لكل ما يتترس به، أي: يستتر. والحجفة تكون من جلود يوضع بعضها على بعض ويخرز دون خشب.

فيه أن من أدب الأكل أن يكون على سفرة إن وجد، وإلا فدرقة ونحوها، وأن تكون السفرة على الأرض، فهو أقرب إلى فعل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من رفعه على المائدة. وفي البخاري: ما أكل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على خوان ولا في سكرجة. قيل: فعلام كنتم تأكلون؟ قالوا: على السفر (٤). وسمي سفرة؛ لأنه يتذكر بها السفر للآخرة.

(فدعوناه) وفيه أن الآكل لا يقوم للكبير إذا أتاه وهو يأكل، بل يدعوه وهو جالس.

وفيه أن الآكلين إذا كانوا جماعة يدعوه الجميع أو أكثرهم، ولا يدعوه واحد دونهم (فأكل معنا) وفيه أن من مرَّ على قوم أو دخل عليهم فوجدهم يأكلون، وهو لم يعلم أنهم كاثوا يأكلون فلا يأكل


(١) في (ل)، (ح): بقطعة.
(٢) "سنن ابن ماجه" (٣٤٠)، ورواه أيضًا مسلم (٣٤٢).
(٣) تقدم عند أبي داود (٢٢) من حديث عبد الرحمن بن حسنة.
(٤) "صحيح البخاري" (٤٥١٥) من حديث أنس بن مالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>