للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(أن أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قالوا: يا رسول اللَّه، إنا نأكل ولا نشبع. قال: فلعلكم تفترقون) (لعل) هنا للاستفهام، كقوله تعالى: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣)} (١) وهذا الاستفهام ليس على حقيقته، بل المراد به التنبيه والإيماء على أن علة عدم شبعهم في أكلهم كونهم يفترقون. (قالوا: نعم) هو جواب الاستفهام (قال: فاجتمعوا على) أكل (طعامكم) فيه الحث على الاجتهاد على تكثير الأيادي على أكل الطعام ولو من أهله وولده وخادمه.

والظاهر أن المقصود الأعظم ليس هو كثرة وضع الأيدي فقط، بل كثرة الأيدي سبب لكثرة [ذكر] (٢) اسم اللَّه تعالى، فإذا سمى اللَّه كل واحد من الجماعة على الطعام حصلت بركة ذكر اسم اللَّه، حتى لو اجتمع جماعة للأكل ولم يذكروا اسم اللَّه وخالفوا سنة الأكل فأي بركة تحصل باجتماع تاركي السنة؟ !

(واذكروا أسم اللَّه [عليه] يبارك) بالجزم جواب الأمر (لكم فيه) إذا اجتمعتم وذكرتم اسم اللَّه (٣) أوله، وحمدتم اللَّه آخره، فالاجتماع على هذِه الكيفية موجب للبركة ولمحبة اللَّه تعالى أيضًا بكثرة ذكر اسمه


= عدي بن الخيار، وابن سعد في "الطبقات" ٧/ ٤١٨ عن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" ١/ ٣٦٠ (٤٨٣)، والطبراني ٣/ ١٤٦ (٢٩٤٧)، والبيهقي ٩/ ٩٧ عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، وفي "الآحاد والمثاني": أراه عن أبيه.
(١) عبس: ٣.
(٢) زيادة يقتضيها السياق.
(٣) ليست في (ح).

<<  <  ج: ص:  >  >>