للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا صَريح في أنه لم يكن كبر (١)، ولا دَخَل في الصَّلاة، فَتُحمل الروَاية المتقدمة أنَّهُ دخل في الصَّلاة على أن المراد بقوله (٢) دخل في الصَّلَاة أنه قامَ في مُصلاه وتهيأ للإحرام بها (٣) ويحتمل أنهما قضيتان.

قال النوَوي: وهو الأظهر (٤) (ثُمَّ قَالَ: كمَا أَنْتُمْ) أي: استَمروا كما أنتم.

قال القرطبي: أمرهُ بذَلك يشعر بُسرعة رُجُوعهِ حتى لا يتفرقوا ولئلا يزايلوا (٥) مَا كانوا شرعُوا فيه مِنَ القربَة، حَتى يفرغوا منها (٦).

(وَرَوَاهُ أَيُّوبُ و) عَبد الله (بْنُ عَوْن) أبُو عَون مَولى عَبد الله بن مغفل المزني أحَد الأعلام. قال هِشَام بن حسَان: لم تر عيناي مثله.

(وهشام) بن حسان، (عَنْ مُحَمَّدٍ) بن سيرين سَمع منه ابن عَون بالبَصرة.

(عَنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -) بهذا الإسنَاد المرسَل.

(قَالَ: فَكَبَّرَ) هذا يدل على أنهما قضيتَان كما تقدم.

(ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَى القَوْمِ أَنِ اجْلِسُوا) هذا يَدُل عَلى أنهمُ كانُوا قَد اصْطَفوا للصَّلاة قيامًا كما سَيَأتي. فيهِ الرفق بالرعية، والأئمة، وطَلب ما فيه رَاحَتهم وهذا يَدُل على كمال شفقته - صلى الله عليه وسلم - (وَذَهَبَ) كذَا للخَطيب وغَيره


(١) في (م، ظ): يكبر.
(٢) في (ص): تقويمه.
(٣) سقط من (ص، س، ل).
(٤) "شرح النووي على مسلم" ٥/ ١٠٣.
(٥) في (ص): يوايلوا.
(٦) "المفهم" ٢/ ٢٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>