للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كثروا) بفتح الكاف، وضم المثلثة، وضاقت بهم (١) الحلقة (جثا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) أي: قعد للأكل على ركبتيه جالسًا على ظهور قدميه، وفيه استحباب هذِه الجلسة عند ضيق المجلس.

(فقال أعرابي) من الجماعة (ما هذِه الجلسة؟ ) بكسر الجيم، أي: ما هذِه الهيئة التي جلست عليها؟ كما يقال نشد الضالة نشدة عظيمة، بكسر النون، وإنه لحسن الرِّكبة بكسر الراء.

(قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن اللَّه) تعالى (جعلني عبدًا كريمًا) أي: شريفًا بالنبوة والعلم (ولم يجعلني جبارًا عنيدًا) قال في "النهاية": العنيد هو الجائر عن القصد، الباغي الذي يرد الحق مع العلم به (٢).

(ثم قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: كلوا من حواليها) أي: من جوانبها، بدليل رواية ابن ماجه: "كلوا من جوانبها" (٣) (ودعوا) أي: اتركوا (ذروتها) بكسر الذال المعجمة، ويقال بضمها، وذروة كل شيء أعلاه، وفيه ينبغي أن تكون الثردة وسطها مرتفعًا، ذا ذروة، كما تكون ذروة الجبل وذروة سنام البعير، وارتفاع وسط الثريد من مكارم الأخلاق ومحاسن الأجواد (يبارك) بالجزم، أي: يكون ذلك سببًا لبركة طعامكم مع التسمية، وفي رواية أخرى لابن ماجه عن واثلة بن الأسقع: أخذ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- برأس الثريد، وقال: "كلوا باسم اللَّه من حواليها واعفوا رأسها؛ فإن البركة تأتيها من فوقها" (٤).


(١) ساقطة من (ل، م).
(٢) "النهاية" ٣/ ٣٠٨.
(٣) "سنن ابن ماجه" (٣٢٧٥).
(٤) "سنن ابن ماجه" (٣٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>