للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأنهم يستحيون منه، بل يغض بصره ويشتغل بأكل نفسه (الدباء) ليأخذها (من حوالي) بفتح اللام (القصعة) (١) بفتح القاف، أي: جوانبها؛ بدليل رواية مسلم: من جوانب الصحفة (٢). هذا يفسر قوله في الحديث قبله: "كل مما يليك". ويدل على أن المراد بذلك إذا كان يأكل مع غير عياله يتقذر بجولان يده في الطعام، فأما إذا أكل مع أهله، ومن ليس عليه منهم من خواص (٣) إخوانه، فلا بأس أن تجول يده في الطعام؛ استدلالًا بهذا الحديث في تتبعه للدباء، وإنما جالت يده عليه السلام في الطعام؛ لأنه [علم] (٤) أن أحدًا لا يكره ذلك منه ولا يتقذر منه، بل كل مؤمن ينبغي له أن يتبرك بريقه، وكل شيء (٥) مسه بيده الكريمة، وشرب بعضهم بوله، وبعضهم دمه (فلم أزل أحب الدباء (٦) بعد) بالنصب (يومئذ) بكسر الميم، فيه الحرص على التشبه بالصالحين، والاقتداء بأهل الخير في مطاعمهم واقتفاء آثارهم تبركًا بهم.

* * *


(١) ورد في هامش (ح) وصلب (ل)، (م): نسخة: الصحفة.
(٢) مسلم (٢٠٤١) بلفظ: من حوالي الصحفة.
(٣) في (م): خالص.
(٤) ليست في النسخ الخطية، والمثبت من "شرح ابن بطال" ٩/ ٤٦٢.
(٥) ساقطة من (ح).
(٦) ساقطة من (ل)، (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>