للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(عن) أخيه الآخر (عمر بن سعيد) وثقه النسائي (عن رجل من أهل البصرة، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: كان أحب الطعام إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الثريد) فعيل بمعنى مفعول، ولم يرد عين الثريد، وإنما أراد الطعام المتخذ من اللحم والثريد معًا؛ لأن الثريد غالبًا لا يكون إلا من اللحم، يقال: الثريد أحد اللحمين، بل اللذة والقوة إذا كان اللحم نضيجًا في المرق أكثر مما في اللحم وحده.

وروى أبو الشيخ في رواية ابن سمعان قال: سمعت من علمائنا يقولون: كان أحب الطعام إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- اللحم، ويقولون: هو يزيد في العقل.

وللترمذي في "الشمائل" من حديث جابر: أتانا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في منزلنا فذبحنا له شاة، فقال: "كأنهم علموا أنا نحب اللحم" (١).

(من الخبز) يعني: مع اللحم، كما تقدم (والثريد من الحيس. قال أبو داود: وهو ضعيف) بفتح الحاء المهملة وسكون المثناة تحت، وهو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يجعل عوض الأقط الدقيق أو الفتيت، وصفته أن يؤخذ التمر أو العجوة فينزع منه النوى، ثم يدق مع أقط أو دقيق أو فتيت أو رقاق ونحوه، ويعجنان بالسمن ثم يدلك باليد حتى يبقى كالثريد، وربما جعل معه سويق، وهو مصدر في الأصل، يقال: حاس الرجل كباع، إذا اتخذ ذلك.

وروى أحمد هذا الحديث من طريق محمد بن عيسى، عن مبارك بن


(١) "الشمائل المحمدية" (١٧٠). وصححه الألباني في "مختصر الشمائل" (١٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>