للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(طعامه وشرب شرابه) فيه: تقديم الطعام على الشراب، كقوله تعالى {كُلُوا وَاشْرَبُوا} (١).

(فدعوا له) عقب أكلهم وشربهم، يعني: وإن لم يسأل الدعاء صاحب الطعام. وفيه: أن الكبير إذا دعي إلى وليمة وأصحابه معه فأكلوا وشربوا ينبغي له أن يذكرهم ويأمرهم بالدعاء لصاحب الطعام (فذلك إثابته) لعل هذا محمول على من عجز عن إثابته بشيء من المأكول أو غيره؛ لما رواه المصنف والحاكم وابن حبان في صحيحيهما عن ابن عمر: "من آتى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا أنكم كافأتموه" (٢) فجعل الدعاء عند العجز عن المكافأة، ولعل (٣) هذا في غير الضيافة، ويدل على معنى حديث الباب ما رواه النسائي عن أنس قال: قالت المهاجرون: يا رسول اللَّه، ذهب الأنصار بالأجر كله، ما رأينا أحسن بذلًا لكثير ولا أحسن مواساة في قليل منهم، ولقد كفونا المؤنة. قال: "أليس تثنون عليهم به، وتدعون اللَّه لهم؟ " قالوا: بلى. قال: "فذاك بذاك" (٤).


(١) البقرة: ٦٠.
(٢) سلف برقم (١٦٧٢)، وسيأتي برقم (٥١٠٩). "المستدرك" ٢/ ٦٣ - ٦٤، "صحيح ابن حبان" ٨/ ١٩٩ (٣٤٠٨). ورواه أيضًا النسائي ٥/ ٨٢، وأحمد ٢/ ٦٨، ٩٩. وصحح إسناده الحافظ العراقي في "المغني" ١/ ١٧٠ (٦٨٦)، والشيخ أحمد شاكر في "شرح المسند" ٧/ ١٩٥ (٥٣٦٥)، ٨/ ٨٩ (٥٧٤٣). وصححه الألباني في "الإرواء" (١٦١٧)، وفي "الصحيحة" (٢٥٤).
(٣) في (ل)، (م): ويحل.
(٤) "السنن الكبرى" ٦/ ٥٣. ورواه أيضًا البزار في "البحر الزخار" ١٣/ ٣٤٩ (٦٩٧٨)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>