للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(حتى وجدت بردها على فؤادي) فيه أن من تمام عيادة المريض أن يضع العائد يده على المكان الذي ضعف به، فإن كان الموجوع رأسه فيضع يده على رأسه [وإن كان فؤاده فيضع يده على فؤاده] (١) وليسأله كيف هو، وأن يخفف الجلوس عنده، إلا أن يطلب المريض ذلك فيطيل قدر ذلك، ثم يظهر ولا يمتنع من وضع يده إذا كانت باردة، بل يضعها كما في الحديث.

(فقال: إنك رجل مفؤود) أي: أصاب الوجع فؤادك كالمرؤوس والمبطون، والفؤاد عبارة عن باطن القلب، وقيل: الفؤاد غشاء القلب، والقلب حبته (٢) وسويداؤه. وروى ابن منده من طريق إسماعيل ابن محمد بن سعد عن أبيه قال: مرض سعد، فعاده النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "إني لأرجو أن يشفيك اللَّه" ثم قال للحارث بن كلدة: "عالج سعدًا مما به. . " فذكر الخبر (٣). قال ابن أبي حاتم: لا يصح إسلامه (٤) (٥).

ويشبه أن يكون سعد مصدورًا قد أصابه وجع الصدر، وكنَّى بالفؤاد عن الصدر إذ كان محل الفؤاد ومركزه.

(ائت الحارث بن كلدة) بن عمرو بن علاج الثقفي طبيب العرب، وهو مولى أبي بكرة الثقفي، وكان سافر إلى فارس وتعلم الطب وحذق فيه؛ فاشتهر اسمه به، ونال بالطب مالًا كثيرًا، وأدرك الإسلام.

واختلف في صحبة الحارث، وقيل: إنه عالج سعدًا في حجة


(١) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(٢) ساقطة من (م).
(٣) في (ل)، (م): الحديث.
(٤) "الجرح والتعديل" ٣/ ٨٧ (٤٠١).
(٥) ساقطة من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>