للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(والتولة) بكسر المثناة فوق وبفتح الواو المخففة، قال الخليل: التِّولة والتُّولة بكسر التاء وضمها شبيه بالسحر (١)، وقد جاء تفسير التولة فيما رواه ابن حبان في "صحيحه" والحاكم باختصار -وقال: صحيح الإسناد عن ابن مسعود- أنه دخل على امرأته وفي عنقها شيء معقود فجذبه فقطعه ثم قال: لقد أصبح آل عبد اللَّه أغنياء أن يشركوا باللَّه ما لم ينزل به سلطانًا، سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن الرقى والتمائم والتولة شرك". قالوا: يا أبا عبد الرحمن هذِه التمائم والرقى قد عرفناها فما التولة؟ قال: شيء تصنعه النساء يتحببن به إلى أزواجهن (٢). يعني: من السحر، قيل: هو خيط يقرأ فيه من السحر والنيرنجات [أو قرطاس يكتب فيه شيء بينهما ليتحبب النساء إلى قلوب الرجال أو يحبب الرجال إلى قلوب النساء] (٣).

فأما ما تتحبب به المرأة إلى زوجها من كلام مباح كما يسمى الغنج، كما في تفسير قوله تعالى: {عُرُبًا أَتْرَابًا} (٤) أي: العرب المتحببات إلى أزواجهن، وما تلبسه تتقرب به إلى محبته إذا كان مباحًا، وكما تطعمه من عقار مباح أكله، أو أجزاء حيوان مأكول مما يعتقد أنه سبب إلى محبة زوجها بما أودع اللَّه تعالى فيه من الخصيصة بتقدير اللَّه تعالى، لا أنه يفعل ذلك بذاته، فالظاهر أن هذا جائز، لا أعرف الآن ما


(١) في "العين" ٨/ ١٣٥: التِّوَلة، ويقال: التُّوَلة: التعاويذ.
(٢) "صحيح ابن حبان" ١٣/ ٤٥٦ (٦٠٩٠)، "المستدرك" ٤/ ٤١٧ - ٤١٨.
(٣) ما بين المعقوفتين ساقط من (ح).
(٤) الواقعة: ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>