للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التشاؤم بالشيء، وهو مصدر تطيَّر مثل تخير خيرة، ولم يجيء من المصادر هكذا غيرهما، وكان هذا يصدهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع وأبطله ونهى عنه، وأبطل أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر وفي الحديث: "ثلاث لا يسلم منها أحد: الطيرة والحسد والظن" قيل: فما نصنع؟ قال: "إذا تطيرت فامض، وإذا حسدت فلا تبغ، وإذا ظننت فلا تحقق" (١) وفي الحديث عن الطيرة: "ولكن اللَّه يذهبه بالتوكل" (٢) معناه إذا خطر لك خاطر التطير فتوكل على اللَّه وسلم إليه، فمن لم يعمل بذلك الخاطر غفر اللَّه له ولم يؤاخذه به.

(والطرق) بالطاء المهملة المفتوحة، وسكون الراء، وهو الضرب بالحصا الذي تفعله النساء (من الجبت) المذكور في قوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} (٣) وهذا يوافق قول من قال: الجبت: إبليس، والطاغوت: أولياؤه. والمراد أن هذِه الثلاث مما يوسوس به إبليس ويأمر به أولياءهم الذين يطيعونه.

(قال: ) المصنف (الطرق) هو (الزجر) للطير كما تقدم، فإذا زجروها


(١) رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" ٤/ ١٧ (١٩٦٢)، والطبراني ٣/ ٢٢٨ (٣٢٢٧) من حديث حارثة بن النعمان مرفوعًا بنحو هذا اللفظ. وأورده الهيثمي في "المجمع" ٨/ ٧٨ وقال: رواه الطبراني، وفيه إسماعيل بن قيس الأنصاري، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في "غاية المرام" (ص ١٨٥) (٣٠٢).
(٢) سيأتي برقم (٣٩١٠) من حديث ابن مسعود، ورواه أيضًا الترمذي (١٦١٤) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه (٣٥٣٨)، وأحمد ١/ ٣٨٩، ٤٣٨، ٤٤٠, والبخاري في "الأدب المفرد" (٩٠٩) وصححه الألباني في تعليقه عليه.
(٣) النساء: ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>