للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أو رابعًا في الإسلام (١) (أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أُتِيَ) رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (بكسوة) أتى المجازي بثياب (فيها خميصة) سوداء (صغيرة) والخميصة كساء أو ثوب خز أو صوف معلم. قيل: لا يسمى خميصة، إلا أن تكون سوداء معلمة، وكانت من لباس الناس قديمًا.

(فقال: من ترون) بفتح التاء (أحق) بالنصب (بهذِه؟ ) الخميصة أن يكسوها. فيه: استشارة الكبير جماعته لقوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} (٢) ثم يفعل بعد ذلك رأيه (٣) (فسكت).

لفظ البخاري: فأسكت (٤) (القوم) وهي لغة في اللازم، وبعضهم يجعل: أسكت. بمعنى: أطرق رأسه. وسبب سكوتهم أنهم لم يظهر لهم فيه رأي.

(فقال: ائتوني بأم خالد) وكانت أمها أميمة بنت خلف بن أسعد هاجرت مع زوجها خالد بن سعيد إلى الحبشة، فولدت أم خالد بها، ثم قدمت مع أبيها. (فأُتي) بضم الهمزة (بها) إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (فألبسها إياه) زاد البخاري: بيده (٥). ولفظه في هجرة الحبشة: عن أم خالد قالت: قدمت من أرض الحبشة وأنا جويرية، فكساني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خميصة لها أعلام (٦). ولعل سبب تخصيص أم خالد بهذِه الخميصة أنها كانت صغيرة -وهي جارية- فكانت طولها، أو لما علم بحاجتها إليها


(١) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٤/ ٥٦ من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن سعيد بن العاص.
(٢) آل عمران: ١٥٩.
(٣) ساقطة من (م).
(٤) "صحيح البخاري" (٥٨٤٥).
(٥) السابق.
(٦) "صحيح البخاري" (٣٨٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>