إلينا كما نقل في الذيول من رواية النسائي وغيره أن أم سلمة لما سمعت:"من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه" قالت: يا رسول اللَّه، فكيف تصنع النساء بذيولهن؟ قال:"يرخينه شبرًا" قالت: إذن تنكشف أقدامهن. قال:"يرخينه ذراعًا ولا يزدن عليه"(١) ويفرق بين الكف إذا ظهر وبين القدم أن قدم المرأة عورة بخلاف كفها.
وفي ستر اليد إلى مفصل الكف فوائد كثيرة منها ظهور الكفين في رفعهما لتكبيرة الإحرام وللركوع والسجود، إذ لو كفهما لدخل في الكراهة، وكذا لو جمعهما.
ومنها: توفير القماش، فإن ما يزاد على ما وردت به السنة فيما اشتهر من العلماء والمترفين والنساء يصلح أن يكون جبة أو قميصًا لصغير من أولاده أو يتيم وغير ذلك.
ومنها: كثرة النظافة لما يطرأ على لابسه من الأوساخ وغيرهما عند مباشرة عمل يتولد منه ذلك، إلا أن يكف ويضم بعضه إلى بعض إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة، فصلاح الدين والدنيا في اتباع السنة، ولا اعتبار بما يقال في إطالة الأكمام والعمائم تمييزًا للعلماء ليعرفوا به، ويكون أبلغ في قبول عملهم، فإن العلماء العاملين معروفون في بلادهم، يعرفهم الخاص والعام غالبًا ولو كان لذلك فائدة في عز العلماء ونفاذ فتاويهم لتعين أن يمنع غيرهم من الجهلة من التشبه بهم؛ لئلا يغتر بهم من لا يعرفهم فيسألهم فيفتون بغير علم، فإذا فعلوا ذلك ضلوا وأضلوا.
* * *
(١) "المجتبى" ٨/ ٢٠٩، والترمذي (١٧٣١)، "مسند أحمد" ٢/ ٥، ٥٥ من حديث ابن عمر.