للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البيضاوي في تعارض المجاز والحذف، فالحذف بالإضمار أولى.

(تذبذبان) (١) بضم التاء، وفتح الذال الأولى المعجمة، وكسر الثانية، أي: يتحركان ويضطربان، يريد كميه، ويجوز على هذا المعنى أن يقرأ بفتح التاء والذالين، وعلى الضم، وكسر الذال الثانية أن يراد باليدين حقيقتهما، ويكون التقدير أن اليدين يحركان كميهما بتحركهما، والذبذبة: الحركة، ومنه الحديث: "من وقي شر ذبذبه (٢) دخل الجنة" (٣) يعني: الذكر، سمي به لتذبذبه، أي: تحركه، ومنه حديث جابر: كان علي بردة لها ذباذب (٤). أي: أهداب وأطراف، واحدها ذبذب، سميت بذلك؛ لأنها تتحرك على لابسها إذا مشى.

(ثم بعث بها إلى جعفر) بن أبي طالب أخي علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-. (فلبسها جعفر ثم جاءه فقال) له (النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: إني لم أعطكها) بضم الهمزة، أي: لم أبعث بها إليك، فسمى البعث عطية من باب تسمية الشيء بما يؤول إليه، كما سمى اللَّه العصير خمرًا في قوله تعالى: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا} (٥).

(لتلبسها) فيه أن بعث الشيء هدية لا يلزم منه إباحة لبسها لهم، بل صرح -صلى اللَّه عليه وسلم- بأنه إنما أعطاه لينتفع بها بغير اللبس، وقد بعث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى


(١) في هامش (ح، ل): رواية: تدندنان.
(٢) في (ل، م): ذبذبته. وهو الذكر، انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٢/ ١٥٤.
(٣) ذكره ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٢/ ١٥٤.
(٤) رواه مسلم (٣٠١٠).
(٥) يوسف: ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>