للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(والعظمة) لفظ مسلم: "والعز" (١) (إزاري) أصل الإزار: الثوب الذي يشد على الوسط، ولما كان هذان الثوبان يخصان اللابس بحيث لا يستغني عنهما ولا يقبلان المشاركة، عبر اللَّه تعالى عن العظمة بالإزار وعن الكبرياء بالرداء على جهة الاستعارة المستعملة عند العرب كما قال: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} (٢) فاستعار التقوى لباسًا، وكما قال -عليه السلام-: "من أسر سريرة ألبسه اللَّه رداءها" (٣) وكما قال: "البسوا قناع المخافة وادرعوا لباس الخشية" (٤) وهم يقولون: فلان شعاره الزهد والورع، ودثاره التقوى.

ومقصود هذِه الاستعارة الحسنة أن العز والعظمة والكبرياء من أوصاف اللَّه تعالى الخاصة التي لا تنبغي لغيره.

(فمن نازعني واحدًا) منصوب على حذف حرف الجر، أي: من نازعني في واحد (منهما قذفته) تفسره رواية ابن ماجه: ألقيته (٥) (في النار) ومعنى نازعني أي: تخلق بوصف منهما فقد شاركني في صفتي، وهذا وعيد شديد وتهديد (٦) أكيد في الكبر مصرح بتحريمه.


(١) "صحيح مسلم" (٢٦٢٠).
(٢) الأعراف: ٢٦.
(٣) رواه الطبراني ٢/ ١٧١ (١٧٠٢)، ٢/ ٢٣٥ (١٦٨١)، وفي "الأوسط" ٨/ ٤٣ - ٤٤ (٧٩٠٦) من حديث جندب بن سفيان مرفوعًا. أورده الهيثمي في "المجمع" ١٠/ ٢٢٥ وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه حامد بن آدم، وهو كذاب.
(٤) "سنن ابن ماجه" (٤١٧٤).
(٥) "سنن ابن ماجه" (٤١٧٤).
(٦) في الأصل: تهدد. والمثبت من (ل، م).

<<  <  ج: ص:  >  >>