للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كل شيء، إلا النكاح" تفسير لمرَاد الله تعالى، ولأن الله تعالى منَع الوَطء لأجل الأذى فاختص بمحَله وأمَا اقتصار النبي - صلى الله عليه وسلم - في مُبَاشرته على ما فوق الإزار؛ فمحمول على الاستحبَاب والله أعلم (١).

(فَقَالَتِ اليَهُودُ) يهود المدينة وما والاها: (مَا يُرِيدُ هذا الرَّجُلُ) يعني: النَّبي - صلى الله عليه وسلم - (أَنْ يَدَع شَيئًا مِنْ أَمْرِنَا) أي: من أحكام ديننا (إلَّا خَالَفَنَا فِيهِ فَجَاءَ أُسَيدُ بْنُ حُضَيرٍ) هُما بِضَم أولهما وحُضَير بالحَاء المهملة وفتح الضاد المُعجمة.

(وَعَبَّادُ) بفتح العَين المهملة، وتشديد الموَحدة (بْنُ بِشْرٍ) بِضَم الموَحدة وسُكون المعجمة الأنصَاري (٢) الأشهلي من جلة الصَّحَابة شهدَ (٣) بدرًا والمشاهد، وأضاءت له عصَاه لما خرجَ من عند النبي - صلى الله عليه وسلم - (٤)، استشهد يوم اليمامة (٥) (إِلَى النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ اليَهُودَ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا أَفَلَا نَنْكِحُهُنَّ) بفتح النون الأولى وسُكون الثانية (فِي المَحِيضِ). روَاية مُسْلم: "أفلا نجامعهن" (٦).

(فَتَمَعَّرَ) بتشديد العَين المُهملة أي: تغير كما في روَاية مُسْلم: فتغيَّر (وَجْهُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -) عندَ سَمَاع كلامهما (٧) (حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ) أي: أنهُ (قَدْ


(١) "شرح النووي" ٣/ ٢٠٥.
(٢) سقطت من (د).
(٣) في (م): شهدوا.
(٤) رواه البخاري (٣٨٠٥) عن أنس - رضي الله عنه -.
(٥) "الإصابة" ٣/ ٤٩٦ (٤٤٧٣).
(٦) "صحيح مسلم" (٣٠٢).
(٧) في (ص، س): كلامها.

<<  <  ج: ص:  >  >>