للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(بالحجاب) في آية الحجاب، وهي قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} (١) (فدخل علينا فقال) رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لأم سلمة وميمونة (احتجبا منه) أي: أرخيا على صدوركما الجلباب.

(فقلنا) أي: قالت أم سلمة؛ لأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- تزوجها قبل ميمونة، فهي أقدم منها وأحق بالكلام.

(يا رسول اللَّه، أليس) هو (أعمى) لا يبصرنا فيه جواز مراجعة الزوج والعالم؛ لتفهم الحكمة في الاحتجاب من الأعمى الذي لا يبصر (لا يبصرنا) بضم أوله (ولا يعرفنا) (٢) فيه أن معرفة الآدمي برؤيته لا بصوته؛ ولهذا منع الشافعي شهادة الأعمى.

(قال أفعمياوان أنتما؟ ! ) فيه شاهد للنحاة على أن الممدود الذي همزته زائدة للتأنيث تقلب واوًا في التثنية، كما تقول في تثنية حمراء وصحراء حمراوان وصحراوان.

(ألستما تبصرانه؟ ! ) أنتما. ونظير هذا الحديث ما رواه مالك في "الموطأ" عن عائشة أنها احتجبت من أعمى، فقيل لها: إنه لا ينظر إليك؟ قالت: لكني أنظر إليه (٣).


(١) الأحزاب: ٥٩.
(٢) بعدها في (ل): بضم أوله.
(٣) لم أجده في المطبوع من "موطأ مالك", وانظر تعليق الألباني في "السلسلة الضعيفة" ١٢/ ٩٠٧ - ٩٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>