للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فقال له فلان (١): أتراها) بفتح الهمزة والتاء وفي رواية: أتعدها (مصيبة؟ ) عظيمة (قال: ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في حجره؟ ! ) بفتح الحاء المهملة وكسرها (فقال: هذا مني) فيه تفضيل الحسن على الحسين، ولعله نسب الحسن إليه؛ لأنه أقرب شبهًا من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (وحسين من علي) لأنه أقرب شبهًا به، والأظهر أنه ما (٢) جعل الحسن منه والحسين من علي إلا بوحي من اللَّه تعالى، فمثل هذا لا يكون إلا بوحي من اللَّه تعالى (فقال الأسدي: جمرة) بفتح الجيم (أطفأهما اللَّه تعالى) أي: أخمدها وأزال شرر شرورها وفتنتها، وأصل الجمرة القطعة الملتهبة من النار إذا اشتد حرها، ثم استعيرت للقبيلة والجماعة إذا تعصبت واجتمعت لشدة حرارة في قلوبهم كامنة من أمر عرض لهم على من ناوأهم لقوتهم وشدة بأسهم، وأقل الجمرة ألف فارس.

(فقال المقدام) حين سمع ما قالوه في [ابن بنت] (٣) رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين قيل مراعاة لمعاوية بن أبي سفيان لما توهموه منه من التشفي بقتله وحاشى معاوية (٤) -رضي اللَّه عنه- أن يكون في قلبه بغضاء للحسن أو لأبيه علي -رضي اللَّه عنهم-، فإن الصحابة -رضي اللَّه عنهم- مبرؤون من ذلك؛ لشهادته -صلى اللَّه عليه وسلم- لهم بأنهم كالنجوم التي يهتدى بها، ويستضاء بنورها، لاسيما وقد قال رسول


(١) بعدها في (ل، م) وفوقها في (ح): رواية: رجل.
(٢) في النسخ (إنما) والجادة ما أثبتناه.
(٣) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(٤) ساقطة من (ل، م).

<<  <  ج: ص:  >  >>