للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فكيف إذا مررت بدار قوم ... وجيران لنا كانوا كرام (١)

التقدير: وجيران كرام، ووجه مشابهتهم لهم أنهم يعملون أرحال الإبل التي تحشى ويوضع عليها القتب للركوب عليها والتحميل من الجلود، وقد كثر هذا في أهل السراة من اليمن أرض جرير بن عبد اللَّه البجلي.

وفيه دليل على فضيلة أهل اليمن ومكارم أخلاقهم في حسن المرافقة والمعاشرة في السفر على ما كان عليه أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويشبه أن يستأنس في كون حالهم من الجلود بقوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ} (٢) (٣) فإن البيوت المتخذة من الجلود ليستظلوا بها في السفر هي من الرحال؛ فإن الرحل لا يختص برحال الإبل كما تقدم (فلينظر إلى هؤلاء) أهل اليمن، وفيه الحث على الاقتداء بأصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- والتشبه بهم ومدح من كان على طريقتهم.

[٤١٤٥] (حدثنا) أحمد بن عمرو (ابن السرح) المصري، شيخ مسلم (ثنا سفيان) بن عيينة.

(عن) محمد (ابن المنكدر) بن عبد اللَّه المدني.


(١) هذا البيت من قصيدة للفرزدق يمدح بها هشام بن عبد الملك ويهجو جريرًا، وهي من بحر الوافر، انظر: "خزانة الأدب" ٩/ ٢٢٢، وهذا الشاهد دليل على زيادة كان وليس على جواز خذفها مع الضمير.
(٢) وردت هذِه الآية في جميع النسخ: (واللَّه جعل لكم من جلود الأنعام. . .).
(٣) النحل: ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>