للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووجه الجمع بين الأحاديث أن الرقى يكره منها ما كان بغير اللسان العربي وبغير أسماء اللَّه تعالى وصفاته وكلامه في كتبه المنزلة، وأن يعتقد أن الرقية نافعة بنفسها لا محالة فيتكل عليها (١)، وإياها أراد بقوله: "ما توكل من استرقى" (٢)؛ ولهذا قال (الرقى) (إلا بالمعوذات) بكسر الواو كـ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} (٣) و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} (٤) وما في معناهما مما وردت به الشريعة في الكتاب والسنة، سموا بذلك لأنهن يعوذن صاحبها، أي: يعصمنه من كل سوء، ولذلك قال للذي رقى بفاتحة الكتاب وأخذ عليها أجرًا أو على غيرها من القرآن: "من أخذ برقية باطل فقد أخذت برقية حق" (٥).

(وعقد التمائم) وهي الخروز، جمع تميمة، وفي معناها: خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين (٦)، فأبطلها الإسلام.

وفي الحديث: "من علق تميمة فلا أتم اللَّه له" (٧) كأنهم يعتقدون أنها تمام الدواء والشفاء.


(١) وانظر: "فتح الباري" ١٠/ ١٩٥.
(٢) رواه الترمذي (٢٠٥٥)، وابن ماجه (٣٤٨٩)، وأحمد ٤/ ٢٥١، ٢٥٣ من حديث المغيرة بن شعبة مرفوعًا، واللفظ أقرب للفظ أحمد.
(٣) سورة الفلق: ١.
(٤) سورة الناس: ١.
(٥) سبق برقم (٣٤٢٠، ٣٨٩٦، ٣٩٠١) من حديث خارجه بن الصلت، عن عمه مرفوعًا بلفظ "أكل" بدل "أخذ" وبلفظ: "أكلت" بدل "أخذت"، لكن لفظ الشارح هذا رواه ابن أبي شيبة ٥/ ٤٨ (٢٣٥٧٨) من حديث قيس بن أبي حازم مرفوعًا.
(٦) في جميع النسخ: العرب، والمثبت هو الصواب.
(٧) رواه أحمد ٤/ ١٥٤ من حديث عقبة بن عامر مرفوعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>