للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خراب) وفيه حذف المضاف، تقديره عمارة بيت المقدس أمارة خراب، كقوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ} (١) ومنه قول الشاعر:

فإنما هي إقبال وإدبار (٢)

أي: ذات إقبال وإدبار. ويدل على هذا التقدير ذكر ترجمة المصنف: باب أمارات الملاحم.

(يثرب) قد يؤخذ منه جواز تسمية المدينة يثرب، خلافًا لمن كرهه مستدلا بما روي عنه -عليه السلام- أنه قال: "من قال للمدينة يثرب فليستغفر اللَّه ثلاثًا" (٣).

وأما تسمية اللَّه لها فأجيب عنه بأن إطلاقه عليها باعتبار أنه إخبار عن مقالة الكفار، وذلك أن مكانًا بالمدينة كان لرجل من العمالقة فسماه يثرب. ويثرب مضارع ثرب بفتح الثاء والراء إذا لام وعتب ووبخ، ثم سميت المدينة باسم ذلك المكان، ولهذا جاءت الكراهة عند من قال؛ لأنه من التثريب كما قال تعالى حكاية عن يعقوب: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} (٤).

قال السهيلي: ثرب بالتشديد مبالغة وتكثير من ثرب بالتخفيف، وأما تسميته -صلى اللَّه عليه وسلم- المدينة هنا يثرب؛ لما فيه من مناسبة ذكر التثريب وهو الحزن


(١) البقرة: ١٧٧.
(٢) عجز بيت للخنساء. انظر: "الكامل" للمبرد ٢/ ٣٤٩، "المقتضب" له ٣/ ١٨٩.
(٣) رواه أحمد ٤/ ٢٨٥، وأبو يعلى في "المسند" ٣/ ٢٤٧ (١٦٨٨)، والروياني في "المسند" ١/ ٢٤٠ (٣٤٦) من حديث البراء بن عازب. وضعفه الألباني في "الضعيفة" (٤٦٠٧).
(٤) يوسف: ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>