للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: دعوا الحبشة) أي: اتركوهم (ما ودعوكم) أي: مدة ما تركوا محاربتكم.

قال ابن سيده في "المحكم": الحبش جنس من السودان. قال: والحبشة ليس بصحيح في القياس؛ لأنه لا واحد له على مثال فاعل، فيكون على فعلة (١). وقال ابن دريد: الحبشة على غير قياس (٢). والحديث حجة عليهما، وقد حكى الجوهري حبشة (٣). وفي قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- رد على ما زعمت النحاة أن العرب أماتت ماضي ودع ومصدره واسم الفاعل، وقد ورد الماضي عن أفصح العرب في هذا الحديث، وكذا جاء في كلام اللَّه تعالى في قراءة مجاهد وابن أبي عبلة (٤) ويزيد النحوي: (ما وَدَعَك ربك) بتخفيف الدال كما في الحديث، وكذا جاء المصدر في الحديث: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات" (٥)، وكلام اللَّه وكلام أفصح الفصحاء متبوع لا تابع، بل فصحاء العرب عن آخرهم بالإضافة إليه كلا شيءٍ.

(واتركوا الترك ما تركوكم) أي: ما داموا في ديارهم ولم يتعرضوا لكم، ووجه تخصيص جهتي الحبشة والترك أن الحبشة بلادهم وعرة ذات حر عظيم، ويقال: إن نهر النيل الواصل إلى مصر من بلادهم


(١) "المحكم" ٣/ ١١٥.
(٢) "الاشتقاق" (ص ١٩٣).
(٣) "الصحاح" ٣/ ٩٩٩.
(٤) في (ل)، (م): علية، وهو خطأ. والمثبت الصواب كما في كتب القراءات.
(٥) رواه مسلم (٨٦٥) من حديث ابن عمر وأبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>