للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يربط في الدلو، جمعه: أرشية. قال مجنون ليلى:

لقد علقت محبتكم بقلبي (١) ... كما علقت بأرشية دلاء

(في البئر؟ قال: نعم) قال القرطبي: هذا منه -صلى اللَّه عليه وسلم- أخذ لماعز بغاية النص الصريح الرافع لجميع الاحتمالات كلها تحقيقًا للأسباب، وسعيًا في صيانة الدماء عن الانصباب، وقد أخذ جماعة من العلماء من هذا الحديث أن شهود الزنا إذا شهدوا به يصفون الزنا كما وصف ماعز، فيقول الحاكم للشاهد: رأيت فرجه في فرجها كالمرود في المكحلة والرشاء في البئر؟ معاوية والزهري ومالك والشافعي وأبو ثور وأصحاب الرأي (٢).

(قال: هل تدري ما الزنا؟ قال: نعم، أتيت منها حرامًا ما يأتي الرجل) أي: كما يأتي الرجل امرأته في الحلال، فحذفت كاف التشبيه؛ للمبالغة في التشبيه وتأكيده حين حكم على المشبه بأنه المشبه به، لا أنه مثله، ونظيره في حذف كاف التشبيه للمبالغة قوله تعالى: {وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} (٣) أي: كمر السحاب، كما مثل به في تخليص المعاني.

(من امرأته حلالًا) وفيه سؤال القاضي عن الزنا الذي أقر به، هل يجهل تحريمه أم لا؟

(قال: فما تريد بهذا القول؟ قال: أريد أن تطهرني) أي: من الذنب


(١) ساقطة من (م).
(٢) "المفهم" ٥/ ٩١.
(٣) النمل: ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>