للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأنها دلت على معنى العامل فيها وهو الضمير في (تبسم) وخالفته لفظًا وإن كان معناهما واحدًا (١)؛ فإن التبسم هو الضحك، قال الزجاج: أكثر ضحك الأولياء التبسم (٢). فقوله: "ضاحكًا"، أي: متبسمًا، وقالت عائشة: ما رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ضاحكًا، حتى أرى لهواته، إنما كان يتبسم (٣). وكان تبسمه -صلى اللَّه عليه وسلم- تعجبًا.

(من ثبت) بفتح المثلثة، وإسكان الموحدة، أي: من ثبوت (شبهي في أبي ومن حلف أبي) أنني ابنه وهو لا يستحلفه (عليَّ) أني ابنه (ثم قال: أما إنه) بكسر الهمزة (لا يجني عليك) أي: لا تؤاخذ بجنايته (ولا تجني عليه) أي: ولا أنت تؤاخذ بجنايته، وإنما يؤاخذ كل أحد بجناية نفسه، ويدل على هذا ما بعده.

(ثم قرأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}) أي: لا تؤاخذ نفس آثمة بإثم أخرى، يعني: لا يؤخذ أحد بذنب أحد، ولا يؤاخذ أحد بجريرة أخيه ولا أمه ولا أبيه، كما كثر وقوعه في ظلمة أهل هذا الزمان، إذا جنى أحد جناية وهرب يطالب به أبوه وأخوه (٤) وعمه وذووه.

* * *


(١) في (ل)، (م): واحد. والجادة ما أثبتاه.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ١١٢.
(٣) رواه البخاري (٦٠٩٢)، ومسلم (٨٩٩/ ١٦).
(٤) ساقطة من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>