للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة) وفي رواية لابن ماجه: "إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة" (١).

(وإن هذِه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار) قيل: إن تفصيلها: عشرون منهم روافض، وعشرون من الخوارج، وعشرون قدرية، وسبعة مرجئة، وفرقة نجارية، وهم أكثر من عشر فرق، لكن يعدون واحدة، وفرقة ضرارية، وفرقة جهمية، وثلاث فرق كرامية، فهذِه ثنتان وسبعون (٢).

(وواحدة في الجنة، وهي الجماعة) توضحه رواية الترمذي: "تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة" قالوا: من هي يا رسول اللَّه؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي" (٣). وفيه دليل على فضيلة الاعتصام بالسنة والتمسك بها، لا سيما عند كثرة البدع وظهور الأهواء المضلة في هذِه المسألة.

(زاد) محمد (ابن يحيى) أحد الرواة (وعمرو) بن عثمان (في حديثهما: وإنه) هذِه الهاء التي في (إن) هي ضمير الشأن والقصة (سيخرج من أمتي) يجوز أن يراد بالأمة أمة الدعوة، فيندرج سائر أرباب الملل الذين ليسوا على قبلتنا، ويجوز أن يراد بالأمة من أجاب الدعوة، فيدخل فيه جميع أهل القبلة دون غيرهم. وقيل: فيه دليل على أن هذِه الفرق كلها غير خارجين عن الدين؛ إذ قد جعلهم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-


(١) "سنن ابن ماجه" (٣٩٩٣) من حديث أنس.
(٢) انظر: "الفرق بين الفرق" (ص ١٩).
(٣) "سنن الترمذي" (٢٦٤١) من حديث عبد اللَّه بن عمرو.

<<  <  ج: ص:  >  >>