للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من فضلاء الصحابة (أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال ذات يوم: من رأى منكم رؤيا؟ ) فقد روى البخاري في الجنائز عن سمرة: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا صلى أقبل علينا بوجهه فقال: "من رأى منكم الليلة رؤيا؟ " فإن رأى أحد رؤيا قصها، فيقول ما شاء اللَّه. فسألنا يومًا، فقال: "هل رأى أحد منكم رؤيا؟ " قلنا: لا. قال: "لكني رأيت الليلة رجلين أتياني. . " الحديث (١).

(فقال رجل: أنا رأيت كأن ميزانًا نزل من السماء فوزنت) فيه (أنت وأبو بكر) الصديق (فرجحت أنت بأبي بكر -رضي اللَّه عنه-، ووزن عمر وأبو بكر) لفظ الترمذي: ووزن أبو بكر وعمر (٢) (فرجح أبو بكر) على عمر، وفيه رجحان فضيلة أبي بكر على عمر وتقدمه عليه في الخلافة وغيرها (ووزن عمر وعثمان فرجح عمر) وفيه: فضيلة عمر على عثمان كما هو المعروف.

(ثم رفع الميزان، فرأينا الكراهة في وجه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) معنى ترجح كل واحد من الذين وزنوا أن الراجح في الميزان أفضل من المرجوح، وإنما ساءه -واللَّه أعلم- من الرؤيا التي ذكرها ما عرفه من تأويل رفع الميزان، فإن فيه احتمالا؛ لاحتمال ريبة الأمر في زمان القائم به بعد عمر -رضي اللَّه عنه- عما كان عليه من النفاذ والاستعلاء والتمكن بالتأييد، ويحتمل أن يكون المراد من الوزن موازنة أيامهم لما كان يطرأ فيها من رونق الإسلام، ثم إن الموازنة إنما تراعى في الأشياء المقاربة مع مناسبة ما، فيظهر الرجحان، فأما إذا تباعدت كل التباعد لم يبق


(١) البخاري (١٣٨٦).
(٢) "سنن الترمذي" (٢٢٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>