للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قيل: مقدار زمانه ثمانون سنة، وقيل: ستون.

(ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) يعني أن هذِه القرون الثلاثة أفضل مما بعدها إلى يوم القيامة، وهذِه القرون في نفسها متفاضلة الأول ثم الذي بعده، ثم الذي بعده، هذا ظاهر الحديث.

فأما أفضلية الصحابة وهم القرن الأول على من بعدهم فلا يخفى ولا يلتفت إلى قول من زعم أنه يكون فيمن بعدهم أفضل منهم أو مساوٍ لهم، وأما أفضلية من بعدهم بعضهم على بعض فبحسب قربهم من القرن الأول، وبحسب ما يظهر على أيديهم من إعلاء كلمة الدين ونشر العلم وفتح الأمصار.

قال عمران: لا أدري (واللَّه أعلم، أذكر) القرن (الثالث، أم لا) وهذا الذي شك فيه عمران قد حققه عبد اللَّه بن مسعود بعد قرنه ثلاثًا (١)، وكذلك في حديث أبي سعيد في البعوث، فإنه (٢) ذكر أنهم أربعة.

(ثم يظهر قوم يشهدون ولا يستشهدون) أي يبدؤون بالشهادة قبل أن تطلب منهم، وذلك لهوًى لهم ورغبة في ذلك، ومن كان كذلك رُدت شهادته ولم تقبل، وأما حديث: "خير الشهود الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها" (٣) فالمراد به شهادة الحسبة وهي الشهادة بحقوق اللَّه تعالى فيأتي إلى القاضي ويشهد بها، فهذا ممدوح، وأما حديث الباب فكما تقدم، ويحتمل أن يراد بقوله: "يشهدون ولا يستشهدون" أنهم يشهدون


(١) انظر حديثه في "صحيح البخاري" (٢٦٥٢)، "مسلم" (٢٥٣٣).
(٢) في (ل)، و (م): فإنهم. والمثبت مناسب للسياق.
(٣) رواه مسلم (١٧٨١٩) من حديث زيد بن خالد الجهني.

<<  <  ج: ص:  >  >>