للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وإني أرجو أن يصلح اللَّه به) فيه فضيلة السعي بين المسلمين في حسم الفتنة والإصلاح بينهم (بين فئتين من أمتي) وهي الوقعة بين الحسن ومعاوية (عظيمتين) (١) قال زهير بن معاوية: ثنا أبو روق الهمداني، ثنا أبو العريف قال: كنا مقدمة الحسن بن علي في اثني عشر ألفًا تقطر أسيافنا من الجد على قتال أهل الشام، وكان علينا أبو العمرطة، فلما جاءنا صلح الحسن كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ، فلما قدم الكوفة قال له سفيان بن الليل: السلام عليك يا مذل المؤمنين. فقال: لا تقل ذلك يا أبا عامر، إني كرهت أن أقتلهم على الملك (٢).

(وقال في حديث حماد) بن سلمة (ولعل اللَّه أن يصلح به بين فئتين) كذا للبخاري (٣)، واستعمل (لعل) استعمال (عسى) لاشتراكهما في الرجاء، ولهذا دخلت (أن) في خبرها.

(من المسلمين) وفيه أن كلًّا من الفريقين لم يخرج بما وقع منه في تلك الفتنة من قول أو فعل أو نية عن الإسلام، ولا عن أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- إذ جعلهم -صلى اللَّه عليه وسلم- مسلمين، وهكذا سبيل كل متأول إذا كان فيما تأوله شبهة، وإن كان مخطئًا فيها، إذ من المعلوم أن إحدى الفرقتين كانت مخطئة والأخرى مصيبة.


(١) ليست في المطبوع.
(٢) رواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" ٣/ ٣١٧، والحاكم في "المستدرك" ٣/ ١٧٥، والخطيب في "تاريخ بغداد" ١٠/ ٣٠٥، وابن عبد البر في "الاستيعاب" ١/ ٤٣٨، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ١٣/ ٢٧٩.
(٣) البخاري (٢٧٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>