للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عائشة قالت: حج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حجة الوداع. وقال فيه عن والدته: "فسألت اللَّه أن يحييها فأحياها فآمنت به" وذكر السهيلي (١) بإسناده أن اللَّه تعالى أحيا له أباه وأمه وآمنا به. وجعله ابن شاهين ناسخًا لما قبله.

قال القرطبي: وليس إحياؤهما وإيمانهما به ممتنعا (٢) عقلا ولا شرعًا، فقد ورد في الكتاب إحياء قتيل بني إسرائيل، وكان عيسى -عليه السلام- يحيى الموتى، وكذلك -صلى اللَّه عليه وسلم- أحيا اللَّه على يديه جماعة من الموتى (٣).

[٤٧١٩] (حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إن الشيطان يجري من) أي: في عروق (ابن آدم) فـ (من) بمعنى (في) كقوله تعالى: {أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} (٤) وقوله: {يَوْمِ الْجُمُعَةِ} (٥)، ويجوز أن تكون لبيان الجنس وهو الأكثر.

(مجرى) اسم مكان من جرى يجري، يعني: أنه يجري في أمكنة (الدم) وقيل: أراد أن كيد الشيطان ووساوسه تجري في عروق ابن آدم مثل مجرى الدم من غير إحساس له بجريان، وذكر الدم لأن الآدمي لا يبقى بدونه فكذلك وساوسه قل أن يسلم منها آدمي، فيجري


= أن أزور قبر أمي فلم يأذن لي. . . "، ولا يصح حديث إحياؤهما، وعلى تقدير صحته لا يصلح أن يكون معارضًا لحديث مسلم، مع أن الحفاظ طعنوا فيه. . . .
(١) انظر: "الروض الأنف" ١/ ١٩٠.
(٢) في (ل)، (م): ممتنع. والمثبت هو الصواب.
(٣) "التذكرة" للقرطبي ١/ ١٤١.
(٤) فاطر: ٤٠.
(٥) الجمعة: ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>