للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبينها؟ " قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "بينكم وبينها خمسمائة سنة" ثم قال: "هل تدرون ما فوق ذلك" قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "فإن بين كل سماءين خمسمائة سنة" حتى عدَّ سبع سموات بين كل سماءين كما بين السماء والأرض (١).

وعلى تقدير صحة الحديثين فيمكن أن يكون مسير الخمسمائة بطيئا ومسيرة الثلاث والسبعين سريعًا بأن يكون الخمسمائة بسير الإبل، والثلاث وسبعون بسير أجاويد الخيل، ونحو ذلك، ويحتمل غير ذلك، وقيل: ليس هذا القدر المذكور في الحديث تحديدا بل تقريبًا (ثم فوق) السماء (السابعة بحر بين أسفله وأعلاه مثل) بالرفع، وللترمذي: "كما" (٢) (بين سماء إلى سماء) والظاهر أن هذا بحر ماء، ويحتمل أن يكون من برد أو غيره.

(ثم فوق ذلك ثمانية أوعال) والأوعال بالعين المهملة تيوس الجبال، واحدها وعِل بكسر العين، وهو العنز الوحشي. وفي الحديث: "في الوعل شاة" (٣) يعني: إذا قتله المحرم، وهذِه الثمانية أوعال هي تفسير قوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} (٤) قيل: ثمانية أوعال، أي: ملائكة على صورة الأوعال.


(١) "سنن الترمذي" (٣٢٩٨)، ورواه أيضًا أحمد ٢/ ٣٧٠.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه وفيه الحسن لم يسمع عن أبي هريرة.
(٢) "سنن الترمذي" (٣٣٢٠).
(٣) ذكره ابن الأثير في "النهاية" ٥/ ٢٠٧، وغيره.
(٤) الحاقة: ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>