للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نعيم، وله اختيار القراءة (١) (ثنا حرملة بن عمران) التجيبي، أخرج له مسلم (قال: حدثني أبو يونس سليم) مصغر (ابن جبير مولى أبي هريرة) الدوسي المصري، روى له البخاري في "الأدب" ومسلم وغيره.

(قال: سمعت أبا هريرة -رضي اللَّه عنه- يقرأ هذِه الآية: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ}) وهي شاملة لكل أمانة، وأمهاتها في الأحكام: الوديعة واللقطة والرهن والعارية ({إِلَى أَهْلِهَا}) يعني: أربابها، فالسمع أمانة والبصر أمانة واللسان أمانة إلى غير ذلك (إلى قوله: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}) و (رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) يقرأ هذِه الآية و (يضع إبهامه على أذنه) اليمنى (و) السبابة التي (تليها على عينه) اليمنى، قال الخطابي: وضعه أصبعيه على أذنيه وعينه عند قراءته: {سَمِيعًا بَصِيرًا} معناه: إثبات صفة السمع والبصر للَّه تعالى لا إثبات الأذن والعين؛ لأنهما جارحتان واللَّه تعالى منزه عن الجارحة، فهو موصوف بصفاته العليا، منفي عنه ما لا يليق به من صفات الآدميين ونعوتهم، ليس بذي جوارح ولا بذي أجزاء وأبعاض ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير (٢).

(قال أبو هريرة -رضي اللَّه عنه-: رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقرؤها ويضع أصبعه) يعني: الإبهام والتي تليها، ولو قرئ: أصبعيه. -على التثنية كما تقدم- لكان له وجه، وكذا هو في بعض النسخ المعتمدة. قلت: وفي وضعه أصبعيه على أذنه وعينه عند قراءته الآية -وأولها: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ


(١) انظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" ١٠/ ١٦٧.
(٢) "معالم السنن" ٤/ ٣٠٣ - ٣٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>