للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فسمع صوتًا) زاد أحمد: من قبر (١). مزعجًا (ففزع) من شدته، لفظ أحمد: فسأله عنه: متى دفن؟ (٢).

(فقال: من أصحاب هذِه القبور؟ ) الظاهرة بينا ونحوه، (فقالوا: يا رسول اللَّه) هم (ناس ماتوا في) أيام (الجاهلية) ودفنوا في هذِه القبور.

(فقال: تعوذوا باللَّه من عذاب القبر) (٣) يشبه أنه أمرهم بالاستعاذة من النار لما أطلعه اللَّه على أصحاب القبور، يعذبون بالنار. أجارنا اللَّه منها. لفظ رواية أحمد: قالوا: يا رسول اللَّه دفن هذا في الجاهلية. فأعجبه ذلك، وقال: "لولا أن لا تدافنوا لدعوت اللَّه أن يسمعكم عذاب القبر" (٤) انتهى. قوله: فأعجبه ذلك. أي: لكون من سمع صوته ليس من المسلمين، ولهذا سأل عن أصحابها ليعلم أعمالهم التي استحقوا بها النار، فيحذر من الوقوع فيه.

(ومن فتنة الدجال) ووجه المناسبة لما تقدم أنه لما أمر بالتعوذ من النار استطرد منه إلى التعوذ من فتنة الدجال في الواديين الذين يخرجان معه أحدهما جنة والآخر نار فناره جنة وجنته نار، ومن فتنته كما ذكر القرطبي وغيره أن معه ملكين (٥) يشبهان نبيين من الأنبياء لو شئت سميتهما بأسمائهما فيقول الدجال: ألست بربكم؟ ألست أحيي وأميت؟ ! فيقول أحد الملكين: كذبت. فلا يسمعه أحد من الناس.


(١) "المسند" ٣/ ١٠٣.
(٢) السابق.
(٣) بعدها في (ل)، (م): النار. وفوقها: خ.
(٤) "المسند" ٣/ ١٠٣.
(٥) في الأصول: ملكان: والجادة المثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>