للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذِه الرواية من سؤال ملك، وما في الرواية الآتية من سؤال ملكين، بل الكل صحيح المعنى بالنسبة إلى الأشخاص، فرب شخص يأتيانه جميعًا ويسألانه في حال واحد عند انصراف الناس؛ ليكون السؤال عليه أهون والفتنة في حقه أشد وأعظم، وذلك بحسب ما اقترف من الآثام واجترح من سيئ الأعمال، وآخر يأتيانه قبل انصراف الناس عنه. قال: ويحتمل وجهًا آخر، وهو أن الملكين يأتيان جميعا، ويكون السائل آخرهما في الإتيان، فيكون الراوي اقتصر على الملك السائل دون غيره، كما تقدم (١).

(فينتهره) أي: يستقبله بما يكره (فيقول له: ما كنت تعبد؟ ) في حياتك (فيقول: لا أدري) وللترمذي من رواية أبي هريرة: وإن كان منافقًا قال (٢): سمعت الناس يقولون قولًا فقلت مثله: لا أدري (٣).

(فيقال له: لا دريت ولا تليت) قال في "النهاية": هكذا يرويه المحدثون، والصواب: ولا ائتليت (٤). أي: ولا استطعت أن تدري. يقال: ما آلوه. أي: ما أستطيعه، وهو افتعلت منه، وقيل: معناه: ولا قرأت. أي: لا تلوت، هكذا أصله بالواو، وإنما قلبت بالإتباع ما دريت ليزدوج الكلام مع دريت، وقد جاء من حديث البراء: "لا دريت ولا تلوت" على الأصل على ما رواه الإمام أحمد بن حنبل (٥).


(١) "التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة" (ص ٣٥٧ - ٣٥٨).
(٢) في الأصول: فقال. والمثبت من "سنن الترمذي".
(٣) "سنن الترمذي" (١٠٧١).
(٤) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ١/ ١٩٥.
(٥) "المسند" ٤/ ٢٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>