للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما يحتاجون (قالت: ذكرت النار) وشدة رؤيتها عند العرض عليها (فبكيت) فيه شدة خوف الصحابة -رضي اللَّه عنهم- مع عظم منزلتهم، وناهيك بعائشة ومنزلتها عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.

(فهل تذكرون أهاليكم) يحتمل أن تريد بالأهل نفسها، والتقدير: هل تذكرني في (يوم القيامة؟ ) كما في حديث أم سلمة: "ليس بك على أهلك هوان" (١) أراد بالأهل نفسه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفي التعبير بالأهل إشارة إلى طلبها ذكرها بالشفاعة لها يوم القيامة لكونها زوجته في الدنيا، وللزوجة حق على زوجها، وفيه أيضًا طلب ذكر بقية أهله يوم القيامة، وهن ضراتها، وهذا من كمال فتوتها.

(فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أما) بتشديد الميم (في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدًا) لعظم هولها وشدة روعها إلا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإنه وافق في هذِه المواطن للرواية التي ذكرها رزين العبدري عن عائشة قالت: قلت: يا رسول اللَّه، هل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ قالت أو قيل له: فأين نجدك؟ قال: "لا أخطئ ثلاثة مواطن: عند الميزان، وعند الصراط، وعند الحوض" (٢) (عند الميزان) إذا وضع ووزنت الأعمال (حتى يعلم أيخف ميزانه أو يثقل، وعند الكتاب حين) هذِه الرواية المشهورة، وفي بعضها: "حتى" (يقال له: {هَاؤُمُ}) أي: تعالوا ({اقْرَءُوا}) وأهل اللغة يقولون في تفسيرها: ها هاؤم اقرؤوا ({كِتَابِيَهْ}) وهذِه الهاء هاء الوقف (حتى يعلم أين يقع كتابه أ) يقع (في يمينه؟ ) فيكون من


(١) رواه مسلم (١٤٦٠).
(٢) ذكره ابن الأثير في "جامع الأصول" ١٠/ ٤٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>