للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أي: تعطيني القصاص من جبذتك (١) الرداء في رقبتي، ولعل المراد القصاص منه، وإن كان جذب الرقبة لا قصاص فيه، أن يتذكر قبيح ما وقع منه ويتوب منه ويعتذر، فإن إثمه عظيم بالنسبة إلى منسب النبوة والرسالة (من [جبذتك التي جبذتني] (٢) الآن (فكل) مرة من (ذلك يقول له الأعرابي: واللَّه لا أقيدكها) بضم الهمزة (فذكر الحديث) المذكور، وزاد النسائي: فقال ذلك ثلاث مرات، وكل ذلك يقول: لا واللَّه لا أقيدك، فلما سمعنا قول الأعرابي أقبلنا إليه سراعًا، فالتفت إلينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "عزمت على من سمع كلامي أن لا يبرح مقامه حتى آذن له" (٣).

(قال: دعا) رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (رجلًا فقال احمل (٤) له على بعيريه هذين) احمل (على بعير) منهما (شعيرًا و) احمل (على) البعير (الآخر تمرًا) فيه دفع السيئة بالحسنة، كقوله: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها" (٥) وقوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (٦) وفيه إعطاء من يتألف قلبه من المسلمين وغيرهم، والعفو عن مرتكب كبيرة لا حدَّ فيها لجهله، وكمال خلقه -صلى اللَّه عليه وسلم-.


(١) في (م): جذبك.
(٢) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(٣) "سنن النسائي" ٨/ ٣٣.
(٤) ساقطة من (م).
(٥) رواه الترمذي (١٩٨٧)، وأحمد ٥/ ١٥٣ من حديث أبي ذر. وقال الترمذي: حسن صحيح.
(٦) المؤمنون: ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>