للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الفقهاء السبعة، قال ابن المسيب: كان سالم أشبه ولد عبد اللَّه بعبد اللَّه، وعبد اللَّه أشبه ولد عمر بعمر (١). كان سالم يلبس الثوب بدرهمين (٢).

(عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مر على رجل) يقال: مر عليه ومر به بمعنى واحد. أي: اجتاز (من الأنصار) اللام للعهد، أي: أنصار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الذين آووه ونصروه من أصحاب المدينة (وهو يعظ أخاه) الوعظ: النصح والتذكير بالعواقب، والظاهر أن المراد بالأخ الأخ بالقرابة؛ لأنه الحقيقة. ويحتمل أن يراد بالأخ في الإسلام على ما هو عرف الشرع، فهو مجاز لغوي أو حقيقة عرفية (في الحياء) بالمد، وهو تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم، وهو مشتق من الحياة.

(فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: دعه) وسبب النهي أنه سمعه يزجره عن الحياء ويقول له: لا تستحي، فنهاه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقال: "دعه يستحي" (فإن الحياء من) كمال (الإيمان) لأن الحيي يخاف فضيحة الدنيا وعقوبة الآخرة فينزجر عن المعاصي ويمتثل الطاعات كلها بكثرة حيائه، وجعل الحياء من الإيمان؛ لأنه قد يكون تخلقا واكتسابًا كسائر أعمال البر، وقد تكون غريزة، لكن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى اكتساب ونية، فهو من كمال الإيمان وباعثا على أفعال الخير.

[٤٧٩٦] (ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد) بن سلمة، أو حماد بن


(١) رواه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" ١/ ٥٥٦، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٢٠/ ٥٤.
(٢) رواه أبو داود في "الزهد" (٤٣٠) من رواية مالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>