للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فقال: حق على اللَّه) هو من باب التفضل والإحسان، فإن اللَّه لا يجب عليه شيء (أن لا يرفع) بضم أوله مبني للمجهول، ولفظ البخاري: "أن لا يرتفع" (١) (شيء) من الدنيا (إلا وضعه) فيه أن الدنيا لا تستمر على حال وأن البقاء السرمدي في الآخرة، فلا بد في الدنيا من علو وتعظيم واشتغال وإهانة وعز وذل وغناء وفقر وصحة وسقم إلى غير ذلك مما هو مشاهد.

[٤٨٠٣] (حدثنا) عبد اللَّه بن محمد (النفيلي، ثنا زهير، ثنا حميد) بن أبي حميد الطويل (عن أنس -رضي اللَّه عنه- بهذِه القصة) المذكورة (عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-) أنه (قال: إن حقًّا على اللَّه تعالى أن [لا] (٢) يرفع شيء من) هذِه (الدنيا) القذرة في زمن (إلا وضعه) في زمن آخر، فالعاقل ينبغي له أن لا يركن إلى شيء ولا يرتفع به على غيره، فإن جميع ما في الدنيا كظل زائل وإلى الفناء آيل، ولهذا لم يعده الفقهاء من أقسام الكفاءة، وفي الحديث تنبيه على ترك الفخر بما هو عند اللَّه في منزلة الصفة، فحق على العاقل ترك الترفع به.

* * *


(١) "صحيح البخاري" (٢٨٧٢).
(٢) ساقطة من الأصول، أثبتناها من "السنن".

<<  <  ج: ص:  >  >>